responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو هريرة نویسنده : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    جلد : 1  صفحه : 33

الى آخر ما كان من هذه الواقعة [1].

وحين جد الجد، وحمى وطيس الحرب، ورد على أبي هريرة من الهول ما هزم فؤاده وزلزل اقدامه، وكان في أول تلك الفتنة لا يشك بأن العاقبة ستكون لعلي. فضرب الأرض بذقنه، قابعاً في زاويا الخمول يثبط الناس عن نصرة أمير المؤمنين بما يحدثهم به سراً وكان مما قاله يومئذ: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ستكون فتنة؛ القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي ومن وجد ملجاً أو معاذاً فليعذبه [2].

ولم يزل كذلك حتى خرجت الخوارج على أمير المؤمنين واختلف الناس عليه في العراق واستفحل أمر معاوية باستيلائه على مصر وقتله محمد بن أبي بكر وعيثه في بلاد أمير المؤمنين، وشنه الغارات عليها، وبعثه بسراً في ثلاثة آلاف الى الحجاز واليمن عيثاً في الأرض وفساداً، وتنكيلا بعباد الله وتقتيلا، وتحريقاً لهم وتمزيقاً، وانتهاكا لحرمات الله، وهتكا لامائه وسبياً لذراري المؤمنين من عباده؛ وعبرة للناظرين، ومثلا واحدوثة في الغابرين.


[1] وقد ذكرها ابراهيم بن هلال الثقفي في كتاب الغارات، ونقلها البحاثة المعتزلى في ص 213 من المجلد الأول من شرح نهج البلاغة فليراجعها من اراد التفصيل ليعرف سوء نوايا معاوية وسوء منقلب النعمان في هذه الواقعة وانما اعرض أمير المؤمنين عن ابي هريرة فلم يكلمه لكونه لم يره اهلا لتزلفه بدينه الى معاوية، وعلم امير المؤمنين ما اراده معاوية من المكائد اذ أرسلهما اليه يطلبان منه قتلة عثمان فلم يجبهما بشئ لا سلبا ولا ايجاباً بل اعرض عن طلبهما، وتكلم مع النعمان في موضوع آخر وهذا من قوته في سياسته (عليه السلام).

[2] اخرجه احمد بن جنبل من حديث أبي هريرة في: 2/282 من مسنده. وهو من الأباطيل بدليل قول تعالى: (فقاتلوا التي تبغى حتى تفيء الى امر الله).

نام کتاب : أبو هريرة نویسنده : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست