ترجمة المؤلّف‌

هذا الكتاب الذي نقدمه اليوم إلى القراء الكرام «دلائل النبوة» قد صنّفه رجل ملأ الدنيا، و شغل الناس، و سنّه لمّا تتجاوز الثامنة، فهو رجل و لكنه لا كالرجال، رجل كان له من حدّة الذكاء، و قوّة الحافظة، و توقد الذهن، و الصبر على العلم، ما يرفعه إلى الجوزاء. إنّه ... (أبو نعيم الأصبهاني).

نسبه:

أبو نعيم الأصبهاني هو أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحق بن موسى ابن مهران المهراني الأصبهاني‌ [1].

و ينقل ابن خلكان في وفيات الأعيان عن أبي نعيم نفسه أنّه قد ذكر أنّ جده «مهران» قد أسلم، و كأنّه يشير بذلك إلى أنّه أوّل من أسلم من أجداده.

و قد كان «مهران» هذا مولى لعبد اللّه بن جعفر.

هذا هو نسبه من جهة أبيه، أمّا نسبه من جهة أمه فقد ذكر في تذكرة الحفاظ أنّ «أبا نعيم» هو سبط [2] محمد بن يوسف البناء، و محمد بن يوسف البناء هذا كان عابدا زاهدا له شهرته في تلك البلاد، و له ذكر في غيرها من‌

[1] نسبة لبلدة أصبهان في وسط إيران، و تقرأ بفتح الهمزة و كسرها، و بإبدال الباء فاءا (أصفهان).

[2] السبط: ولد الولد، و يغلب إطلاقه على ابن البنت، كما يغلب إطلاق الحفيد على ابن الابن.