responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 98

وعيه، و حتى لو سمعناها نتيجة لاحتكاك حجرين، فنتصوّر معنى كلمة «الحق» و نتصوّر معنى كلمة «منتصر»، و نتصوّر النسبة التامّة التي وضعت هيئة الجملة لها، و تسمّى هذه الدلالة لأجل ذلك «دلالة تصوّرية».

و لكنّا إذا قارنّا بين تلك الحالات وجدنا أن الجملة حين تصدر من النائم أو تتولد نتيجة لاحتكاك بين حجرين لا يوجد لها إلّا مدلولها اللغوي ذاك، و يقتصر مفعولها على إيجاد تصورات للحق و الانتصار و النسبة التامّة في ذهننا. و أما حين نسمع الجملة من متحدث واع فلا تقف الدلالة عند مستوى التصوّر بل تتعدّاه إلى مستوى التصديق، إذ تكشف الجملة عندئذ عن أشياء نفسيّة في نفس المتكلم، فنحن نستدل عن طريق صدور الجملة منه على وجود إرادة استعمالية في نفسه، أي أنه يريد أن يخطر المعنى اللغوي لكلمة «الحق» و كلمة «المنتصر» و هيئة الجملة في أذهاننا و أن نتصوّر هذه المعاني، كما نعرف أيضا أن المتكلم إنما يريد منّا أن نتصور تلك المعاني لا لكي يخلق تصورات مجرّدة في ذهننا فحسب بل لغرض في نفسه، و هذا الغرض الأساسي هو في المثال المتقدّم- أي في جملة «الحقّ منتصر»- الاخبار عن ثبوت الخبر للمبتدا، فإن المتكلّم إنما يريد منّا أن نتصور معاني الجملة لأجل أن يخبرنا عن ثبوتها في الواقع. و يطلق على الغرض الأساسي في نفس المتكلم اسم «الإرادة الجدّية»، و تسمّى الدلالة على هذين الأمرين- الإرادة الاستعمالية و الإرادة الجدّية- «دلالة تصديقيّة»، لأنها دلالة تكشف عن إرادة

نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست