المنطق كيف يجب أن ننهج في الاستدلال بوصفه عملية تفكير لكي يكون الاستدلال صحيحا؟ كيف نستدل على أن سقراط فان (1)؟
و كيف نستدلّ على أن نار الموقد الموضوع أمامي محرقة (2)؟ و كيف نستدل على أن مجموع زوايا المثلث تساوي قائمتين (3)؟ و كيف نستدل على أن الخط الممتد بدون نهاية مستحيل (4)؟ كل هذا يجيب عليه علم المنطق بوضع المناهج العامّة للاستدلال كالقياس و الاستقراء، فهو إذن علم لعملية التفكير إطلاقا.
و علم الأصول يشابه علم المنطق من هذه الناحية غير أنه يبحث عن نوع خاص من عملية التفكير أي عن عملية التفكير الفقهي في استنباط الأحكام (5)، و يدرس العناصر المشتركة التي يجب أن تدخل فيها لكي يكون الاستنباط سليما. فهو يعلّمنا كيف نستنبط الحكم بحرمة الارتماس على الصائم؟ و كيف نستنبط اعتصام ماء
(1) فنقول: سقراط إنسان و كل إنسان متغيّر و كل متغيّر فان فسقراط فان (قياس من الشكل الأوّل).
(2) فنقول: أثبتت التجارب المتكررة أن كل نار محرقة و هذه نار إذن هي محرقة.
(3) فنقول: بأن زوايا المثلث إذا وضعناها ضمن دائرة ساوت نصف درجات الدائرة ال 360 درجة أي 180 درجة و الزاويتان القائمتان تساويان 180 درجة إذن هما متساويان.
(4) و ذلك بأن نقول بأنّ الخط هو مادّي و كل مادّي مخلوق (أي في زمان أو قل محدود زمانا) و كل مخلوق له بداية و نهاية فالخط له بداية و نهاية.
(5) أي عن كيفية التفكير الصحيح في عملية الاستنباط.