قد يتعلق الوجوب (1) بشيء واحد كوجوب السجود على كل من سمع آية السجدة، و قد يتعلق بعملية تتألف من أجزاء و تشتمل على أفعال متعددة من قبيل وجوب الصلاة، فان الصلاة عملية تتألف من أجزاء و تشتمل على أفعال عديدة كالقراءة و السجود و الركوع و القيام و التشهّد و ما إلى ذلك. و في هذه الحالة تصبح العملية بوصفها مركبة من تلك الأجزاء واجبة، و يصبح كل جزء واجبا أيضا، و يطلق على وجوب المركب اسم «الوجوب الاستقلالي» و يطلق على وجوب كل جزء فيه اسم «الوجوب الضمني»، لأن الوجوب إنما يتعلق بالجزء بوصفه جزء في ضمن المركب لا بصورة مستقلّة عن سائر الأجزاء، فوجوب الجزء ليس حكما مستقلا، بل هو جزء من الوجوب المتعلّق بالعملية المركبة.
(1) خلاصة البحث: إذا قال المولى «أكرم العلماء» و تعذّر إكرام أحدهم فهنا يجب إكرام الباقي لأنّ الوجوب استغراقي أي يستغرق الجميع كلّا على نحو الاستقلال، فيكون وجوب إكرام كل واحد من العلماء وجوبا استقلاليا لعدم ارتباط أحد الوجوبات بالآخر. أمّا إذا قال توضّأ و تعذّر غسل الوجه (الذي وجوبه وجوب ضمني) فهنا يسقط كل الوضوء، لأنّ الوضوء مجموعة واحدة إذا سقط منه جزء انتفت ماهيته كالصلاة بلا ركوع و الصوم إلى الظهر.