(و الثانية) سلسلة مقدّمات الوجوب و هي الاستطاعة التي تدخل في تكوين موضوع وجوب الحج، و التكسب الذي تتوقف عليه الاستطاعة، و ذهاب الشخص إلى محلّه في السوق الذي يتوقف عليه التكسب. و موقف الوجوب من هذه السلسلة الثانية و كل ما يندرج في القسم الثاني من المقدّمات سلبي دائما (1)، لأن هذا القسم يتوقف عليه وجود الحكم، و قد عرفنا سابقا أن الوجوب لا يمكن أن يدعو إلى موضوعه. و تسمّى كل مقدّمة من هذا القسم «مقدّمة وجوب» أو «مقدّمة وجوبية».
و أمّا السلسلة الأولى و المقدّمات التي تندرج في القسم الأوّل فالمكلف مسئول عن ايجادها، أي ان المكلف بالصلاة مثلا مسئول عن الوضوء لكي يصلّي، و المكلف بالحجّ مسئول عن السفر لكي يحج، و المكلف بالجهاد مسئول عن التسلح لكي يجاهد.
و النقطة التي درسها الأصوليون هي نوع هذه المسئولية، فقد قدّموا لها تفسيرين:
- أحدهما أن الواجب شرعا على المكلّف هو الصلاة فحسب دون مقدّماتها من الوضوء و مقدّماته (2)، و إنما يجد المكلّف نفسه مسئولا عن إيجاد الوضوء و غيره من المقدمات عقلا، لأنه يرى أن امتثال الواجب الشرعي لا يتأتى له إلّا بإيجاد تلك المقدّمات.