إليه، إلا أن العاقل إذا تأمل يجد أن ما فقد عنه من الأشياء الضرورية إن أمكن رده و الوصول إليه يمكن ذلك بدون الغيظ و الغضب أيضا، و إن لم يمكن لم يمكن معهما أيضا. و على أي حال بعد التأمل يعلم أن الغضب لا ثمرة له سوى تألم العاجل و عقوبة الآجل، و حينئذ لا يغضب، و إن غضب يدفعه عن نفسه بسهولة.
(الثاني عشر) أن يعلم أن اللََّه يحب منه ألا يغضب،
و الحبيب يختار البتة ما يحب محبوبه، فإن كان محبا للََّه فليطفئ شدة حبه له غضبه.
(الثالث عشر) أن يتفكر في قبح صورته و حركاته عند غضبه،
بأن يتذكر صورة غيره و حركاته عند الغضب.
تتميم
اعلم أن بعض المعالجات المذكورة يقتضى قطع أسباب الغضب و حسم مواده، حتى لا يهيج و لا يصدر، و بعضها يكسر سورته أو يدفعه إذا صدر و هاج. و من علاجه عند الهيجان الاستعاذة من الشيطان، و الجلوس إن كان قائما، و الاضطجاع إن كان جالسا، و الوضوء أو الغسل بالماء البارد، و إن كان غضبه على ذي رحم فليدن منه و ليمسه، فإن الرحم إذا مست سكنت، كما ورد في الأخبار [1] .
وصل (فضيلة الحلم و كظم الغيظ)
قد عرفت أن الحلم هو طمأنينة النفس، بحيث لا يحركها الغضب بسهولة و لا يزعجه المكروه بسرعة، فهو الضد الحقيقي للغضب، لأنه المانع من حدوثه