responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 330

(العاشر)

أن يتذكر أن من يمضي عليه غضبه ربما قوى و تشمر لمقابلته و جرد عليه لسانه بإظهار معائبه و الشماتة بمصائبه، و يؤذيه في نفسه و أهله و ماله و عرضه.

(الحادي عشر) أن يتفكر في السبب الذي يدعوه إلى الغيظ و الغضب‌

فإن كان خوف الذلة و المهانة و الاتصاف بالعجز و صغر النفس عند الناس، فليتنبه أن الحلم و كظم الغيظ و دفع الغضب عن النفس ليست ذلة و مهانة، و لم يصدر من ضعف النفس و صغرها، بل هو من آثار قوة النفس و شجاعتها و أضدادها تصدر من نقصان النفس و خورها. فدفع الغضب عن نفسه لا يخرجه من كبر النفس في الواقع، و لو فرض خروجه به منه في أعين جهلة الناس فلا يبالي بذلك، و يتذكر أن الاتصاف بالذلة و الصغر عند بعض أراذل البشر أولى من خزي يوم المحشر و الافتضاح عند اللََّه الملك الأكبر، و إن كان السبب خوف أن يفوت منه شي‌ء مما يحبه، فليعلم أن ما يحبه و يغضب لفقده إما ضروري لكل أحد، كالقوت و المسكن و اللباس و صحة البدن، و هو الذي أشار إليه سيد الرسل-صلى اللََّه عليه و آله و سلم‌ -بقوله: «من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، و له قوت يومه، فكأنما خيرت له الدنيا بحذافيرها» . أو غير ضروري لأحد، كالجاه و المنصب و فضول الأموال.

او ضروري لبعض الناس دون بعض، كالكتاب للعالم، و أدوات الصناعات لأربابها. و لا ريب أن كل ما ليس من هذه الأقسام ضروريا فلا يليق أن يكون محبوبا عند أهل البصيرة و ذوي المروات، إذ ما لا يحتاج إليه الإنسان في العاجل لا بد له من تركه في الآجل، فما بال العاقل أن يحبه و يغضب لفقده و إذا علم ذلك لم يغضب على فقد هذا القسم البتة. و أما ما هو ضروري للكل أو البعض، و إن كان الغضب و الحزن من فقده مقتضى الطبع لشدة الاحتياج‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست