responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 250

إيمانه و دينه، و لا ألما في روحه و جسمه، على أن ذلك لا يختص بالموت، إذ العدو يشمت و يفرح بما يرد عليه في حال الحياة أيضا من البلايا و المحن فمن كره ذلك فليجتهد في قطع العداوة و إزالتها بالمعالجات المقررة للحقد و الحسد

(السادس) تصور تضييع الأولاد و العيال، و هلاك الأعوان و الأنصار

و هذا أيضا من الوساوس الباطلة الشيطانية و الخواطر الفاسدة النفسانية، إذ ذلك يوجب ظن منشئيته لاستكمال الغير و عزته، و مدخليته في قوته و ثروته، و ذلك ناشي‌ء من جهله باللّه و بقضائه و قدره، إذ فيضه الأقدس اقتضى إيصال كل ذرة من ذرات العالم إلى ما يليق بها و إبلاغها إلى ما خلقت لأجله، و ليس لأحد أن يغير ذلك أو يبدله و لذا ترى أكثر الأفاضل يجتهدون في تربية أولادهم و لا ينجح سعيهم أصلا، و تشاهد غير واحد من الأغنياء يخلفون لأولادهم أموالا كثيرة و تخرج عن أيديهم في مدة قليلة، و ترى كثيرا من أيتام الأطفال لا تربية لهم و لا مال، و مع ذلك يبلغون بالتربية الأزلية مدارج الكمال، أو يحصلون ما لا حصر له من الأموال. و الغالب أن الأيتام الذين ذهب عنهم الآباء في حالة الصبي تكون ترقياتهم في الآخرة و الدنيا أكثر من الأولاد الذين نشأوا في حجر الآباء. و التجربة شاهدة بأن من اطمأن من أولاده بمال يخلفه لهم أو ذي قوة يفوض إليه أمورهم، اعتراهم بعده الفقر و الفاقة و الذلة و المهانة، و ربما صار ذلك سببا لهلاكهم و انقراضهم. و من فوض أمورهم إلى رب الأرباب و خالق العباد ازداد لهم بعده عزا و قوة و كثرة و ثروة. فاللائق بالعقلاء أن يفوضوا أمور الأولاد و غيرهم من الأقارب و الأنصار إلى من خلقهم و رباهم، و يوكلهم إلى موجدهم و مولاهم، و هو نعم المولى و نعم الوكيل. و قد ظهر أن الخوف من الموت لأجل البواعث المذكورة لا وجه له.

ثم ينبغي للعاقل أن يتفكر في أن كل كائن فاسد البتة، كما تقرر في‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست