إن أصل البيعة في الإسلام يكشف عن نوع من البيعة في الحكومة الإسلامية التي لا تختلف عن قضية الانتخاب في الحكومات و الأنظمة الاخرى و إذا تحققت هذه العملية في صورة جماعية اصطبغت بصبغة الجمهورية، و هذا هو معنى (الجمهورية الإسلامية).
اثر الانتخاب و البيعة:
إن أثر الانتخاب و البيعة هو ظهور مسئوليتين متقابلتين في طرفي الانتخاب أو البيعة بمعنى أن المنتخب مسئول بأن يراعي مطالب ناخبيه رعاية كاملة و من جميع الجهات، و أن يتعامل معهم على أساس العدالة، و أن لا يتملص من المسؤولية.
و أما مسئولية الناخبين فهي أن يطيعوا منتخبيهم حسب ميثاقهم.
و لقد تحدث قائد الإسلام العظيم الإمام علي بن أبي طالب 7 بعد مصرع عثمان و مبايعة الناس له من موقع المسؤولية، لا من موقع السلطة حينما خاطبهم قائلا:
«أما و الذي فلق الحبة، و برأ النسمة لو لا حضور الحاضر و قيام الحجة بوجود الناصر، و ما أخذ اللّه على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم و لا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ...» [1].
إن الإمام 7 مع أنه كان يتمتع بمقام الولاية و المسؤولية إلهيا، و لكنه لم يكن يتمتع بالمسؤولية الشعبية حتى بايعه الناس، و اختاروه و لهذا أخذ