و يجاب عن هذا الاحتمال بأن النبي 6 عرّف خلفاءه- في هذا الحديث- و وصفهم بروايتهم الحديث، و نقلهم للسنة، و هذه الصفات لا تناسب أئمة أهل البيت :، و لم يعرّف الأئمة بهذا العنوان في أيّ حديث أبدا؛ لأن الأئمة يتمتعون بصفات و سمات أعلى و خصوصيات أسمى من هذا الذي ذكر في هذا الحديث، فهم منبع العلم و المعرفة بالأحكام الإلهية.
هذا مضافا إلى أن وصف (رواة أحاديثنا) وصف كليّ و عامّ ينطبق حتى على غير الأئمة أيضا.
و على هذا فكيف يمكن أن يكون المراد اثني عشر شخصا معينا فقط، و لو كان مقصود النبي 6 هم الأئمة الاثني عشر خاصة للزم أن يذكرهم بأسمائهم و علائمهم المخصوصة بهم كقوله 6 من عترتي مثلا، لا تحت عنوان كلّي يشمل الآخرين أيضا، تماما كما بيّن 6 أسماء و صفات الأئمة المعصومين في كثير من الأحاديث [1].
[1] يقول المرحوم الشهيدي في حاشية المكاسب: 329 في نفي هذا الاحتمال (احتمال إرادة الأئمة المعصومين من لفظة الخلفاء في الحديث المذكور بأن الإمام الصادق 7 طبّق قول رسول اللّه 6:
«اللهم ارحم خلفائي» على أبان بن تغلب و بهذا مدحه، و هذا هو في حد نفسه شاهد على أن المراد من الخلفاء هم «الفقهاء» أمثال ابن تغلب لا الأئمة المعصومون.
و أصل هذا الأمر- كما قلنا في المتن- صحيح و لكن تطبيقه على أبان من قبل الإمام الصادق لم يكن ثابتا، و قد نشأ هذا الاشتباه و الخلط من نقل الحديث بصورة متوالية عن الصدوق في كتاب وسائل الشيعة 27: 91، الحديث 49 و 50 من (كتاب القضاء) فظنهما واحدا، و الحال هما منفصلان، يراجع للتحقيق عن هذا وسائل الشيعة و كتب الصدوق: الفقيه، و المجالس (الأمالي) كما أشرنا إلى ذلك.