1- يرى المؤلف الكريم: أن الإمامة لا تلازم الزعامة السياسية، و قد يكون إماما، و لا يكون زعيما سياسيا. و الإمامة- عنده- هي المرجعية الدينية و الروحية. و الزعامة هي السلطة، و التسنم على الحكم، و إن اجتمعا في الإمام فهو ولي الأمر الحاكم، كما يرى الفصل بين مسئوليتيهما [1].
و إن كان في مكان آخر يقول (كما أن لرسول اللّه كان له مقام النبوة، و حق الحاكمية و الزعامة من قبل اللّه كذلك كان للأئمة الاثنى عشر من آل الرسول هذا الحق من اللّه و ليس من الناس) [2].
و الحقيقة: أن زعامة الأمة و ولايتها لا تنفكان عن إمامتها من حيث الشأن و المنزلة، و إن لم تتحقق فعلية ما يلازم الإمامة، من مباشرة الحكم و الإمرة، و هذه الشأنية و المنزلة هي التي لو قدر للأئمة أن يحكموا الأمة لما احتاجوا- معها- الى من يمنحهم الزعامة بعد أن أهلهم اللّه.
على أنه لا تختلف هذه الشأنية عن شأنية الإسلام نفسه، آمنوا به أم لم يؤمنوا: