تفسير بضع آيات من الكتاب العزيز، خاصة مع ضم الشخص بعض عقائده، و نظريات آيديولوجيته إلى ذلك، و أن من الممكن أن يصير المرء فقيها من دون اكتساب العلوم الإسلامية، و اجتياز مراحل خاصة من دراسة الفقه و الأصول، و التفسير و غير ذلك من العلوم الدينية الإسلامية الواسعة النطاق من هذا النوع، و من دون الاطلاع و الوقوف على قواعد اللغة العربية و ضوابطها التي تعتبر مفتاحا لمعرفة الكتاب العزيز، و فهم الحديث الشريف.
و هذا يشبه قول القائل: إن معرفة بعض أسماء الأدوية، و بعض أسماء الأمراض و بعض المصطلحات الطبّية تكفي لأن يعرف الشخص معنى الطب، و ينطبق عليه عنوان الطبيب و يحق له فتح عيادة طبّية و ممارسة العلاج و استقبال المرضى دون أن يكون قد درس في كلية الطب و مرّ بالمراحل اللازمة، و دون أن تكون له تجارب عملية على هذا الصعيد. في حين أنّه لا ذاك يكون فقها، و لا هذا يعدّ طبّا.
و لو تسنّى لأحد أن يصير فقيها أو مفسرا بمثل هذه السهولة و السرعة و اليسر، لصار الجميع فقهاء مفسرين، و لكانت كل تلك المصنّفات الفقهية و جميع تلكم المؤلفات التفسيرية زائدة، و لغوا، و لكان كل ما يبذله مفسر أو فقيه طوال خمسين عاما عبثا، و أمرا لغوا.
القيمة العلميّة للفقيه:
الفقه في اللغة هو «الفهم»، و في الاصطلاح هو «العلم التفصيلي بأحكام الإسلام بعد دراسة كاملة على أساس من الأدلة الإسلامية الأساسية الأربعة: