و قد تولىّ هؤلاء مسئولية النيابة و السفارة الخاصة واحدا بعد الآخر، و كانوا يوصلون رسائل الشيعة و أسئلتهم، و مطاليبهم إلى الإمام ثم ينقلون أجوبته 7 و توقيعاته إلى الشيعة.
و في سنة 329 هجرية صدر التوقيع من الناحية المقدسة إلى آخر السفراء و هو علي بن محمد السيمري أخبر فيه الإمام 7 السيمري بأنه سيموت بعد ستة أيام، ثم تنقطع النيابة الخاصة، و تبدأ الغيبة الكبرى الطويلة، و يستمر غياب الإمام المهدي عن الأنظار و احتجابه عن الناس حتى يأذن اللّه له بالظهور [1].
و كذلك جاء في ذلك التوقيع الشريف [2] الأمر برجوع الناس في الغيبة الكبرى إلى الفقهاء الجامعين للشرائط من حيث العلم و العمل و التقوى.
و قد امتثل الشيعة هذا الأمر و عملوا وفق هذا الدستور، فهم منذ بدء الغيبة الكبرى و إلى الآن يقلّدون مراجع التقليد و الفقهاء الصالحين، في العمل بالأحكام الإسلامية.
حكومة الإمام المهدي في عصر الغيبة:
حكومة الإمام المهديّ 7 في عصر الغيبة و خلال احتجابه عن الأنظار حكومة إلهية مبنية على الإيمان بالغيب، هي في الحقيقة حكومة على قلوب المؤمنين، و تشكل الأساس و الأصل لجميع الثورات الإسلامية في عصر الغيبة لأن مراجع الشيعة و قادتهم الدينيّين يمارسون حكومتهم، و لهم حق قيادة الأمة بالنيابة عن الإمام الغائب، و على هذا الأساس يقوم ما لهم من ولاية الفقيه.