و على كل حال فإن أولياء جمع وليّ تعني في اللغة القائم بالأمر.
ففي أقرب الموارد جاء: الولي جمعه أولياء، ثم نقل عن المصباح قوله:
«الولي: فعيل بمعنى فاعل من وليه إذ قام به، و منه: اللّه ولي الذين آمنوا و الجمع أولياء».
و على هذا الأساس يراد من الأولياء- حسب اللغة- كل الحكام القائمين بالأمور، الماسكين بأزمة القيادة السياسية من دون فرق بين العادل و الجائر.
وليّ الأمر في الإسلام:
مفسرو أهل السنة و ولاية الأمر:
أبدى مفسّرو أهل السنة نظريات و آراء مختلفة في تفسير «ولي الأمر» الوارد في الآية الكريمة الحاضرة، نذكرها في ما يلى: [1]
1- ما ذهب إليه فريق من مفسري أهل السنة من أن المراد من «أولي الأمر» هو مطلق الحكام الذين يمسكون بأزمة الأمور في كل زمان و مكان و عصر و مصر، و لم يستثنوا أحدا، و لم يقيدوا ذلك بقيد.
و نتيجة هذا القول هي أن على المسلمين أن يتبعوا كل حكومة مهما كان شكلها و وصفها، حتّى لو كانت حكومة المغول أو العثمانية، أو بني أمية أو بني العباس. و كأنّ هذا الفريق أغمض النظر عن جميع المفاهيم الإسلامية في هذا المجال و تجاهلها كاملا، و اكتفى بتفسير الآية من الزاوية اللغوية فحسب.
[1] قد اعتمدنا في نقل الأقوال على تفسير «نمونه» 3: 436 و ما بعدها و هذا التفسير قد ترجم إلى العربية تحت عنوان «الأمثل».