لكان قد جعل الإمكان علّة في الوجود، لكنّ الإمكان لا يصلح[للعلّية] [1] ؛ لما ثبت في علم الكلام [2] .
[فنصب] [3] غير المعصوم يستلزم جعل ما ليس بعلّة علّة، و هذا ضلال.
و أمّا المقدّمة الثانية فظاهرة.
الحادي و الأربعون:
لو كان إمكان التقريب كافيا لكان إمكان المقرّب [4] في نفس المكلّف كافيا؛ لتساوي الإمكانين و الاحتمالين و زيادة احتمال الكذب في الغير، و لو كان كافيا لكان نصب الإمام و إيجاب طاعته خاليا عن لطف، فيكون محالا؛ لأنّه إنّما وجب لكونه لطفا.
الثاني و الأربعون:
كلّما كان الإمام غير معصوم فدائما إمّا أن يتساوى الواجب و عدمه في الوجه المقتضي للوجوب، أو إيجاب شيء لا فائدة فيه أصلا، لكنّ التالي باطل، فالمقدّم مثله.
بيان الملازمة: أنّ إمكان التقريب لو كان كافيا لكان إمكان القرب كافيا، فتساوى نصب الإمام و عدمه في وجه الوجوب. [و] [5] أمّا أن يكون إيجابه لا للتقريب و لا غيره إجماعا، فيلزم إيجاب شيء لا لفائدة.