و الثاني: كما إذا أخبر الثقة من أهل الخبرة بالقطع بحرمة شيء.
و الثالث: كما إذا قال الثقة الخبير: يحرم الخمر و الروايات بها متواترة.
ثمّ إنّ المهمّ كون المنقول إليه التواتر حاصلا عنده العلم، لا الشكّ، و لا علم العدم- سواء حصل للناقل العلم، أم العلم بالعدم، أم الشكّ-.
و هكذا قد يتطابق الرأيان- الناقل و المنقول إليه- في الكمّ و الكيف و المورد، و قد يختلفان بأقلّية المنقول إليه فيها جميعا، فذاك الاخبار به كاف.
و إن كان الناقل أقلّ احتاج إلى ضمّ مكمّل تفصيلا أو إجمالا، مع إحراز أنّ هؤلاء المخبرين غير السابقين كما لا يخفى.
ما هو معنى التواتر؟
ثمّ إنّهم فسّروا: التواتر بمعنيين:
1- ما إذا بلغ المخبرون- كمّا و كيفا- بحيث يؤمن تواطؤهم على الكذب.
2- ما أوجب العلم بالخبر.
و بين المعنيين عموم من وجه، لتصادقهما على نقل قول النبي 6:
«قولوا: لا إله إلّا اللّه تفلحوا» [1] و صدق الأوّل دون الثاني على نقل الشيخ و الشيرازيين خبرا حسّيا لاحتمال الخطأ، و بالعكس كما إذا حصل العلم من إخبار جمع من الأصدقاء.