نام کتاب : الأرج المسكي في التاريخ المكي وتراجم الملوك والخلفاء نویسنده : علي بن عبد القادر الطبري جلد : 1 صفحه : 214
حتى إن التتار لما دخلوا العراق و قتلوا فيه المسلمين تلك القتلة، التى ما نكب المسلمون [1] بأعظم منها، دخل عليه الوزير فقال له: يا أمير المؤمنين إن التتار قد ملكت البلاد، و قتلت المسلمين.
فقال له الناصر: دعنى أنا فى شىء أهم من ذلك؛ طيرى الببغاء لى ثلاثة أيام ما رأيتها (*).
ابن الظاهر بن الناصر بن المستنصر بن المستنجد ابن المقتفى العباسى، بويع له بالخلافة بالقاهرة، و لما حضر إلى الديار المصرية فى تاسع شهر رجب ركب السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى [3] و خرج إلى أن تلقاه فى موكب عظيم، و تلقاه و أكرمه، و أنزله بقلعة الجبل، و قصد السلطان إثبات نسبه إلى العباس و تقريره فى الخلافة؛ لكونها كانت شاغرة من يوم قتل المستعصم فى سنة ست و خمسين، فعمل السلطان الموكب، و أحضر الأمراء و القضاة و العلماء و الفقهاء و الصلحاء [4] و أعيان الصوفية بقاعة الأعمدة بقلعة الجبل، و حضر السلطان و تأدب مع المستنصر؛ و جلس بغير مرتبة و لا كرسى، و أمر بإحضار العربان الذين حضروا مع المستنصر من العراق؛ فحضروا، و حضر طواشى من البغاددة، فسألوا: من هذا؟ أهو الإمام أحمد بن الخليفة الظاهر بأمر اللّه بن الناصر لدين اللّه؟
فقال: نعم.
و شهد جماعة بالاستفاضة؛ و هم: جمال الدين نائب الحكم [5] بمصر، و علم الدين بن رشيق، و صدر الدين بن الجزرى، و نجيب الدين الخزامى،
(*) هذا و هم من المؤلف، فلم يذكر أحد من العلماء هذه الواقعة، كما أنهم يصفون الناصر بالعقل و الحزم و التدبير، بالإضافة إلى أن التتار لم يقربوا العراق فى زمنه أصلا.