نام کتاب : أنوار الأصول نویسنده : الشيخ أحمد القدسي جلد : 1 صفحه : 209
الفصل الأوّل معنى الأمر
و هو يستدعي بنفسه وقوع البحث في مقامين:
المقام الأوّل: في مادّة الأمر (امَرَ)
المقام الثاني: في صيغة الأمر (صيغة افعل).
و لا يخفى لزوم التفكيك بين المقامين، و مع الأسف وقع الخلط بينهما في كلمات القدماء من أصحابنا الاصوليين، و لذا ترى صاحب المعالم (رحمه الله) استدلّ لدلالة صيغة الأمر على الوجوب بقوله تعالى: «فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ...» مع أنّ مدلوله إنّما هو دلالة مادّة الأمر على الوجوب، (على فرض دلالتها).
المقام الأوّل: في مادّة الأمر
و لا بدّ قبل الورود في أصل البحث تقديم مقدّمة في معنى المادّة، فنقول: قد ذكر لكلمة الأمر معانٍ كثيرة:
1- الطلب كما يقال: «أمره بكذا» أي طلب منه كذا.
2- الشأن كقولك: «هذا الأمر شغلني».
3- الفعل كقوله تعالى: «وَ ما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ» أي و ما فعل فرعون برشيد.