responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 29
العمل به، عن طريق الوحي والتعاليم الدينية علي نحو أفضل، سواء علي صعيد الاعتقاد بما في هذا العالم من حقائق خفية و ظاهرة، أو عن طريق السلوك الفردي والجماعي . فعلاقة الفرد مع ربه، و مع أبناء جنسه، و حتي مع البيئة المحيطة به، من جملة الامور التي تعالجها التعاليم الدينية . و من الطبيعي أن كشف حقائق هذه الاشياء متعذر علي البشر، و لكن لايمكن لاحد الحزم بأن ما توصل اليه بنو البشر و جربوه هو ما ينبغي أن يكون دون غيره .

و يتضح من خلال رسالات الانبياء أنهم لم يكونوا يرتضون أي نوع من العلاقة بين العبد و ربه . و ليس كل أنواع العلاقة بين العبد و ربه - اي كل ما يعبر عنه باسم العبادة - مقبولة .

ان علاقة البشر مع بعضهم من قبيل علاقة المراءة بالرجل، و علاقة الجيران، والرجال مع أزواجهم، والابناء مع آبائهم، والعلاقة بين أتباع الدين الواحد، و غير ذلك، تقوم أحيانا علي التجربة و رعاية المصالح العامة . كما يؤكد الدين علي المصالح المعنوية والاخروية التي لايمكن التوصل اليها بالتجربة . فالناس قد يحسبون الخير شرا، أو يرون في الشر خيرا،[1] غير أن الواقع ليس كذلك : (و لا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ...) .[2]

ب - الحكم

يؤدي الدين دورا في موضوع الحكم بين الناس و البت في ما ينشاء بينهم من خصومات . فالتعارض بين المصالح يوقع الناس أحيانا في نزاعات و خصومات . و أفضل الحلول لمثل هذه المنازعات هو القضاء فيها، مع أخذ كل جوانب مصالحهم بنظر الاعتبار، و اصدار الحكم فيها تبعا لما تقتضيه مصلحتهم في الدنيا والاخرة : (... فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين و أنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ...) .[3]

و في ضوء الملاحظتين المذكورتين آنفا، لابد من التنبيه الي أن الدين يؤازر عقل الانسان للوصول الي ما يحتاجه من حقائق، و يعتبر بمثابة محك تقاس به معطيات العقل

[1] (عسي ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسي ان تحبوا شيئا و هو شر لكم); سورة البقرة (2)، الاية 216 .
[2] سورة آل عمران (3)، الاية 180 .
[3] سورة البقرة (2)، الاية 213 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست