نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 28
هويته الانسانية، فميله الذاتي الي ممارسة الشعائر الدينية جزء من هويته . و يمكن القول
بعبارة أخري : ان الدين عبارة عن استجابة مناسبة لنداء الفطرة . و يؤدي الدين بالدرجة
الاولي عدة وظائف مهمة، و يضطلع تبعا لذلك بأدوار مهمة في الحياة . و يمكن ايجاز
وظائف الدين - فضلا عما سبق ذكره - بما يلي :
أ - التوعية
يكتسب الناس عادة الكثير من التجارب عند ادارة شؤون حياتهم والتعاطي مع الواقع
المحيط بهم . و هم عادة يكتسبون أو يكتشفون كل ما يلزم لحياتهم و سلامتهم والدفاع
عن كيانهم . و رغم كل ذلك، فهناك جوانب في الحياة لاتخضع للتجربة، و اخضاعها
للتجربة يعني فقدان كل شئ. و من الامور التي يتعذر علي الانسان تلمسها حتي عن
طريق الحدس والظن، وجود كائنات غير مادية في هذا الوجود، و كيفية تدبير شؤون هذا
الكون، و مصيره، و بعث الناس من جديد في عالم آخر، و ما شابه ذلك . و قد تحدث
القرآن الكريم عن رسل أرسلهم الله ليعلموا أقوامهم : (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا
عليكم آياتنا و يزكيكم و يعلمكم الكتاب والحكمة و يعلمكم ما لم تكونوا
تعلمون ) .[1]
فقد تحدثت هذه الاية عن نوعين من التعليم : تعليم الكتاب والحكمة، و تعليم
الاشياء التي لايمكن أن يتعلمها الناس الا عن طريق الانبياء بواسطة الوحي .
تظهر تجارب بعض النحل والاتجاهات مثل البوذية، أن البوذيين علي الرغم من
انكارهم لما وراء الطبيعة و لبعث الانبياء،[2] غير أنهم يتصفون بمسلكية أخلاقية شبيهة
بما تدعو اليه الاديان التوحيدية، و يعزي سبب ذلك الي ما تنطوي عليه البوذية من تعاليم
معنوية .
وانطلاقا من ذلك يبدو أن المتدينين استطاعوا تحقيق ما هو صالح و ما ينبغي لهم
[1] سورة البقرة (2)، الاية 151 .
[2] هذا علي فرض أن بوذا لم يكن نبيا و لم يكن دينه دينا سماويا، و اعتبرناه مجرد انسان دعا الي الاهتمام بالجوانب المعنوية .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 28