أشار إلى أنّهم : في جميع أحوالهم وأطوارهم ومراتبهم ومقاماتهم وشؤونهم وكيفيّاتهم وظهوراتهم وتجليّاتهم وتنقّلاتهم مستحقّون للصلوات والتحيّات من خالقهم وبرائهم فإنّهم في جميع هذه الحالات لا يزالون عارجين معارج القرب ، سالكين مسالك الجذب ، متقرّبين إلى بساط الديموميّة ، بوسائل العبودية الكاملة كما قال 7 : في دعائه يوم عرفه : « وأنا أشهدُ يا إلهي بحقيقيّة إيماني وعقد عزمات يقيني ، وخالص صريح توحيدي ، وباطن مكنون ضميري وعلائق مجاري نور بصري ... » [١] .
فأشار بقوله : ( عليكم ) إلى مقام حقيقتهم المقدّسة ومرتبة نورانيّتهم العالية التي لم تلد ولم تولد ، ولم يعرفها غير الله أحد ، لكونها أوّل ما خلق الله في عالم الإبداع كما قال : ( نحن صنائع الله ) [٢] ، وهذا هو المقام المشار عليه بقوله : « لولاك لما خلقت الأفلاك » .
وإلى هذا المقام أشار أمير المؤمنين 7 بقوله : « أنا ذات الذوات » [٣] وبقوله : « أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه » [٤] .
[١] راجع مفاتيح الجنان للقمي : ٢٤٥ ، دعاء الإمام الحسين 7 يوم عرفة .
[٢] أخرجه البرسي في مشارق أنوار اليقين : ٧٧ ، فصل ٤٢ ، ط . الشريف الرضي ـ قم ، عن النبي 6 قال : « أول ما خلق الله تعالى نوري ، ثمّ فتق منه نور عليّ ، فلم نزل نتردّد في النور حتى وصلنا إلى حجاب العظمة في ثمانين ألف سنة ، ثمّ خلق الخلائق من نورنا فنحن صنايع الله والخلق من بعد صنايع لنا » .