حلّ هو دون العضو ، فاستملا ذلك الجواب وكتبه ، وابتهج به وأطربه ، وسرّ به وأعجبه.
ثم أقمنا بتلك البلدة ذلك اليوم ليلة السبت [١] مستهلّ شهر ذي القعدة إلى أن حان أول وقت الصوم ، فلما نشر الصبح راياته ، وحيعل [٢] الدّاعي إلى صلاته ، أجبناه مثوبين ، ثم ترّحلنا مؤنبين ، ولم نزل نتابع السير ونواصل ، إلى أن مال المعتدل واعتدل المائل ، (ولم نزل نحثّ في الرحيل ، ونصل [١٦٠ ب] المساء بالصباح والغدو بالأصيل) [٣] فكان بلوغ الغاي في قرية عظيمة تعرف بالشاي [٤] حين هرم النهار وشاخ ، وسكن حره وباخ ، وقد أعيى الركب وباخ ، فنزلنا بها بمرج أفيح ، فيه للعيون مسرح ، وللنواظر مسنح ، وظل دوحات نتفيأ منها الظلال ، عن اليمين تارة وأخرى عن الشمال ، فبتنا به والزهر أنضر من الندى ، في ظل أخضر بارد الأنداء : [من الكامل]