نام کتاب : الجامع اللطيف نویسنده : ابن ظهيرة جلد : 1 صفحه : 104
ولما حج المهدى أمير المؤمنين سنة ستين ومائة رفع إليه أنه قد اجتمع على الكعبة ثياب كثيرة حتى أنها قد أثقلتها ، ويخشى على الجدران من ذلك ، فأمر بتجريدها ثم ضمخها من خارجها وداخلها بالغالية والمسك والعنبر ، ثم كساها ثلاثة ثياب قباطى وخز وديباج وهو جالس فى المسجد مما يلى دار الندوة ينظر إليها وهى تطلى. وقيل : إن ما فى أحجارها من السمرة إنما حصل من آثار تلك الغالية [١].
فرع : قال النووى ; : لا يجوز أخذ شىء من طيب الكعبة لا للتبرك ولا لغيره ، ومن أخذ شيئا من ذلك لزمه رده ، فإن أراد التبرك أتى بطيب من عنده فمسحها به ثم أخذه [٢].
ذكر تحلية الكعبة شرفها الله تعالى
أخرج الأزرقى ; أن أول من حلى الكعبة فى الجاهلية عبد المطلب جد النبى6 بالغزالين الذهب اللذين وجدهما فى زمزم حين حفرها وسيأتى الكلام على سبب حفر زمزم فى محله إن شاء الله تعالى [٣].
وأما فى الإسلام فالوليد بن عبد الملك بعث إلى واليه على مكة خالد بن عبد الله القسرى بسنة وثلاثين ألف دينار فضرب منها على باب الكعبة صفائح الذهب ، وعلى ميزاب الكعبة وعلى الأساطين التى فى داخلها والأركان [٤].
ثم لما ولى الأمين بن الرشيد أرسل أيضا إلى عامله بمكة سالم بن الجراح بثمانية عشر ألف دينار ليحلى بها باب الكعبة فقلع ما كان على الباب من الصفائح [٥]. وزاد عليها ما بعثه الأمين وضربه صفائح ومسامير وحلى به الباب ، وجعل له حلقتين ذهبا [٦].
وقيل أول من حلى البيت عبد الملك أبو الوليد [٧]. وقيل ابن الزبير ثم حلاه الملوك وغيرهم بعد ذلك.
فرع : قال النووى والرافعى : تحرم تحلية الكعبة بالذهب والفضة وكذا سائر المساجد.