responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصابيح الأحكام نویسنده : السيّد محمّد مهدي الطباطبائي بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 41

وإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه». قيل له: يابن رسول الله، فما معرفة الله؟ قال: «معرفة أهل كلّ زمان إمامهم الذي تجب عليهم طاعته»[1].

وفي الحديث فوائد كثيرة لمن نظر فيه بعين البصيرة وتناوله بيد غير قصيرة. وفيه تنبيه على الجمع بين قوله تعالى: (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاْنْسَ إلاّ لِيَعْبُدُونَ)[2] وقوله سبحانه: «كنت كنزاً مخفيّاً فأحببت أن أُعرف، فخلقت الخلق لكي أُعرف»[3]، والجمع بينهما وبين قوله ـ عزّوجلّ من قائل ـ : (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفينَ ` إلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ)[4]; فإنّ العبادة متوسّطة بين المعرفة والرحمة، وهي مسبّبة عن الأُولى، وسبب للأُخرى ، وإلى الأوّل يشير قوله: «فإذا عرفوه عبدوه»[5] وإلى الثاني قوله: «فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه»، فجاز أن يكون كلٌّ من الثلاث هو الغاية للخلق، من دون تناقض في الحصر. ولمّا كانت الثالثة هي المطلوبة للناس كانت كالناسخة لغيرها. وهو المراد بالنسخ الوارد هنا، لا النسخ الحقيقي، فإنّه إنّما يكون في الشرائع دون الحقائق^.


[1]. علل الشرائع : 9 ، الباب 9 ، الحديث 1، بتفاوت يسير ، بحار الأنوار 5 : 312 ، كتاب العدل والمعاد ، باب علّة خلق العباد و ... ، الحديث 1 ، و 23 : 83 ، كتاب الإمامة ، باب وجوب معرفة الإمام ، الحديث 22 و 40 .

[2]. الذاريات (51): 56.

[3]. حديث قدسي معروف في ألسنة المتصوّفة ، ورد في كثير من الكتب العرفانيّة ، منها : الفتوحات المكيّة 2 : 112 و 232 ، وجامع الأسرار : 102 ، ولكن لم نجده في المجاميع الروائيّة للشيعة وأهل السنّة .

[4]. هود (11): 118 ـ 119.

[5]. في جميع النسخ : « فإذا عبدوه عرفوه » والصحيح ما أثبتناه .

نام کتاب : مصابيح الأحكام نویسنده : السيّد محمّد مهدي الطباطبائي بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست