ومرسلة ابن المغيرة، عن أبي عبد الله 7: «إذا كان الماء قدر
قلّتين لم ينجّسه شيء، والقلّتان جرّتان»[1].
ومرسلته الأُخرى، عنه 7، قال: «الكرّ من الماء نحو حُبّي
هذا»، وأشار إلى حبّ من تلك الحباب التي تكون في المدينة[2].
ويؤيّد ذلك: أنّ الكرّ آنية معروفة، يُكال بها، كما صرّح به أهل اللغة[3]،
ودلّ عليه الاستعمال الوارد، فيتناول التقدير ما كان من الماء في الكرّ ونحوه من
الأواني المتسعة.
أدّلة القائلين بانفعال الحياض وغيرها
بالملاقاة:
احتجّوا: بعموم النهي عن استعمال الأواني الملاقية للنجاسة.
والجواب: بمنع العموم; لفقد اللفظ الدالّ عليه، وتخصيصهـ لو
سلّمـ بما دلّ على طهارة الكرّ، عموماً وخصوصاً، كما مرّ[4]،
وبقصوره عن تمام المدّعى; إذ لا يستفاد منه حكم الحياض، والتتميم[5]
بعدم القائل بالفصل، مع ما فيه قابل للقلب.
[1]. الفقيه 1 : 6 / 3 ، باب
المياه وطهرها ونجاستها ، الحديث 3 ، التهذيب 1 : 440 /
1309 ، الزيادات في باب المياه ، الحديث 28 ، وسائل الشيعة
1 : 166 ، كتاب الطهارة ، أبواب الماء المطلق ، الباب
10، الحديث 8 .
[2]. الكافي 3 : 3 ، باب الماء
الذي لا ينجسه شيء ، الحديث 8 ، التهذيب 1 : 49 /
118 ،
باب آداب الأحداث
... ، الحديث 57 ، وسائل الشيعة 1 : 166 ، كتاب
الطهارة ، أبواب الماء المطلق ،
الباب 10، الحديث 7 .
[3]. كما في ترتيب كتاب العين :
3 : 1565 ، والقاموس المحيط 2 : 126 ،
« كر » . وفي الأوّل : « مكيال
للعراق » .