يعتبر في الاجتهاد تمام الاستعداد، بوجود القوّة المطلقة، مع الفعليّة
العرفيّة، فلاعبرة بظنّ المتجزّئ; للأصل، وظاهر آيتي
الذكر[1]
والنفر[2]، ودلالة ظواهر الأخبار والآثار، وتداخل دلائل
الفقه واشتباك مسائله، وعدم صدق الاسم على من حصّل من الفقه شيئاً مّا، كغيره من
أسماء العلوم والصنائع.
وقيل باعتباره[3]; لمساواته
المجتهد المطلق فيما اجتهد، وللخبر: «انظروا إلى رجل منكم يعلم
شيئاً من قضايانا، فاجعلوه بينكم، فإنّي قد جعلته قاضياً»[4].
والأوّل قياس مع الفارق، والثاني مقدوح سنداً، ودلالةً معارض
بما هو أقوى، ومنه قول الصادق7 في المقبولة
المشهورة: «انظروا إلى من كان منكم قد روى
[1]. يعني قوله تعالى : (فَاسْئَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَتَعْلَمُونَ )النحل(16) : 43 ،
الأنبياء(21) : 7.
[2]. يعني قوله تعالى : ( فَلَوْ لاَ نَفَرَ
مِنْ كُلِّ فِرْقَة مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّين) إلى آخر
الآية ، التوبة (19) : 122 .
[3]. ذهب إليه العلاّمة في تهذيب الوصول: 283،
والشهيد في ذكرى الشيعة 1 : 43، والفاضل التوني في الوافية:
244. وانظر: معالم الدين (قسم الأُصول): 238.
[4]. الكافي 7 : 412 ، باب كراهية
الارتفاع إلى ... ، الحديث 4 ، الفقيه 3 : 2 / 1 ،
باب من يجوز التحاكم إليه، الحديث 1، التهذيب 6 : 245 / 8 ، باب من إليه
الحكم، الحديث 8 ، وسائل الشيعة 27 : 13 ، كتاب
القضاء ، أبواب صفات القاضي ، الباب 1، الحديث 5 .