responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إنهما ناصران نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 53

رهانهم على إيذاء المسلمين وفتنتهم، وأنهم عندما يلقون الإيذاء والاضطهاد والمقاطعة سوف يتركون دينهم الجديد.. ولم يكن حظ هذا الرهان إلا كسابقه.. وكعادة الغريق الذي يتشبث بأي حشيش أو طحلب، راهنوا وما أكثر رهانهم وقمارهم هذه المرة على الزمان والأيام، فهم يرون أن محمداً هو كل شيء في هذه الدعوة، وعما قريب يهلك أو يقتل، فتموت بذلك دعوته إذ أنه لا عقب له، بل هو (أبتر) كما كان يقول العاص بن وائل.

وهنا يتجلى إكرام الله لخديجة، ومباركته إياها فإذا بها تكون أم الذرية، ووالدة الكوثر، ويمن الله سبحانه على نبيه وعلى هذه السيدة الجليلة بل على الأمة بهذه السلالة الطاهرة (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) سورة الكوثر.

فقد رزق الرسول منها القاسم والطاهر (وهو عبد الله) وقد توفيا صغيرين، كما رزق منها سيدة نساء العالمين أجمعين فاطمة الزهراء 3، وهي التي كان منها ذريته وبقي منها نسله، فكانت بحقًّ (الكوثر والخير الكثير)، وبقي امتداد رسول الله منها ذرية طيبة يملؤون الأرض نوراً وهدايةً في كل عصر، وينفون عن الدين تأويل المبطلين.. بينما كان شانئه وشانئهم هو الأبتر، الذي يذهب الضجيج الذي يصنعه بذهابه ويموت ذكره بحلوله في التراب.

والذي ينبئ عن اختصاص السيدة الطاهرة المباركة بهذه المنقبة


نام کتاب : إنهما ناصران نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست