responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 78

و سر الربوبية عندك لأنك كنز مطلسم، فإذا أردت أن تعرفه، فارجع لذاتك و اعتبر تجد الوجود كله واحدا و أنت ذلك الواحد. قال الشاعر:

هذا الوجود و إن تعدد ظاهرا

و حياتكم ما فيه إلا أنتم‌

و قال أيضا رضي اللّه تعالى عنه: لقد فشا سري بلا مقال، و قد ظهر عني فى ذا المثال، ترى وجود غيري من المحال، و كل ما دوني خيال متحد في كل شي أنا هو المحبوب و أنا الحبيب، و الحب لي مني شي‌ء عجيب، وحدي أنا فافهم سري غريب، فمن نظر ذاتي رآني شي، و في حلا ذاتي طواني طي، صفاتى لا تخفى لمن نظر، و ذاتي معلومة تلك الصور، افن عن الإحساس تري عبر، في السر و المعنى خفيت كي، لأنه من ستر علي، و قد اتفقت على هذا المعنى و هو سر الوحدة مقالات العارفين و مواجيد المحبين و أشعارهم، كل على قدر ذوقه و شربه، جزاهم اللّه عنا و عن المسلمين خيرا. و لا يفهم هذه العبارات إلا أهل الأذواق و الإشارات، و حسب من لم يبلغ لها فهمه و لم يحط بها علمه أن يسلّم و يكل فهمها إلى أربابها و ليعتقد كمال التنزيه و بطلان التشبيه، لأن هذه المعاني أذواق لا تنال إلا بصحبة أهل الأذواق. ثم استدل على بطلان وجود الحجاب في حقه تعالى بعشرة أمور متعجبا من كل واحد لظهوره مع خفائه أي لشدة ظهوره عند العارفين، و شدة خفائه عند الغافلين الجاهلين، فأشار إلى الأول بقوله:

16- كيف يتصوّر أن يحجبه شي‌ء و هو الذي أظهر كلّ شي‌ء[1].

و الظاهر هو الباطن: ما بطن في عالم الغيب هو الذي ظهر في عالم الشهادة فحياض الجبروت متدفقة بأنوار الملكوت، انظر جمالي شاهدا في كل إنسان، الماء يجري نافذا، في أس الأغصان، تجده ماء واحدا، و الزهر ألوان، يا عجبا كيف‌


[1] - هذه الحكمة و ما يليها إلى رقم( 30) وحدة واحدة و بعض النسخ تجعلها حكمة واحدة و إنما فرق بينها الشارح بسبب طريقته في الشرح.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست