responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 471

و صفاته، و هو من عطف التفسير، لأن تجلي الصفات هو عين عظمة الذات و ذلك أن الحق تعالى كان في أزله القديم متصفا بصفاته و متسميا بأسمائه في خفاء و لطف لم يعرفه أحد، فلما أراد أن يعرف أظهر بقدرته و إرادته عظمة ذاته المقدسة متصفا بصفاته الأزلية، فتجلت القدرة لعظمة الذات، فشهود عظمة الذات هو شهود تجلي الصفات، و إليه أشار صاحب العينية بقوله:

فأوصافه و الإسم و الأثر الذي‌

هو الكون عين الذات و اللّه جامع‌

فالتواضع الحقيقي: هو الذي ينشأ عن شهود عظمة الذات و نور الصفات، فلذلك ترى العارفين يتواضعون مع الحجر و المدر و كل شي‌ء لمعرفتهم في كل شي‌ء. قال ذو النون المصري رضي اللّه تعالى عنه: من أراد التواضع فليوجه نفسه إلى عظمة اللّه، فإنها تذوب و تصغر، و من نظر إلى سلطان اللّه تعالى ذهب عنه سلطان نفسه، لأن النفوس كلها محقورة عند هيبته، و من أشرف التواضع ألا ينظر إلى نفسه دون اللّه تعالى انتهى. و الحاصل: أن التواضع الحقيقي إنما هو للعارفين، لأنهم حين شهدوا عظمة الحق خرجت عنهم أوصاف نفوسهم، إذ لا يخرج عن الوصف إلا شهود الوصف كما ذكره بقوله:

241- لا يخرجك عن الوصف إلا شهود الوصف.

فلا يخرجك عن أوصاف نفسك الذميمة إلا شهود أوصاف ربك العظيمة، فلا يخرجك عن دناءة نفسك إلا شهود كرم ربك، فلا يخرجك عن شهود أوصافك الحادثة إلا شهود أوصاف ربك القديمة، فيخرجك عن شهود فعلك بشهود فعله، و عن شهود صفاتك بشهود صفاته، و عن شهود ذاتك بشهود ذاته. و قد سئل شيخ أشياخنا القطب ابن مشيش عن حقيقة المحبة؟ سأله تلميذه أبو الحسن رضي اللّه عنهما فقال: المحبة أخذ القلب و خطفه عند كشف نور الجمال و قدس الجلال. و الشرب: مزج الأوصاف بالأوصاف، و الأخلاق بالأخلاق، و الأنوار بالأنوار، و الأسماء بالأسماء، و النعوت بالنعوت، و الأفعال بالأفعال إلخ. فما دام العبد لم يشاهد أوصاف ربه العظيمة لا يمكنه أن يخرج عن أوصاف نفسه اللئيمة خروجا كليّا، و إنما يكون ذلك مجاهدة تارة له، و تارة عليه، بين طلوع و نزول، بخلاف ما إذا شاهد أوصاف ربه، فإنه يغيب عن نفسه، قد تولاه محبوبه فكان سمعه و بصره و يده و رجله و مؤيدا له، فلا

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 471
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست