نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 413
قصة آدم و الشيطان، فإن آدم 7
كانت شهوته في بطنه فتداركه اللّه بعنايته، و الشيطان كانت شهوته في قلبه، قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ [ص: 76]، فطرد إلى يوم
القيامة، ثم اعلم أن الخوف على قسمين: خوف العوام، و خوف الخواص، خوف العوام من
العقاب و العذاب، و خوف الخواص من القطيعة و الحجاب. و الشوق أيضا على قسمين: شوق
العوام للحور و القصور، و شوق الخواص للشهود و الحضور، شوق العوام لنعيم الأشباح،
و شوق الخواص لنعيم الأرواح، شوق العوام ناشئ عن قوله تعالى:
وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ
[التوبة: 72]، و شوق الخواص ناشئ عن قوله تعالى:
وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
[التوبة: 72]، جعلنا اللّه من أعظمهم قدرا و أكملهم محلا و فضلا آمين بمنه و كرمه،
فإذا دخل الخوف أو الشوق إلى القلب أخرج كل ما فيه من الأغيار، و ملئ بالمعارف و
الأنوار، فحينئذ تخلص الأعمال، و تزكو الأحوال، و يقبل عليه ذوو العظمة و الجلال،
كما أبان ذلك بقوله:
203- كما لا يحبّ العمل المشترك لا يحبّ القلب المشترك، العمل
المشترك لا يقبله، و القلب المشترك لا يقبل عليه.
قلت: العمل المشترك: هو الذي تصحبه الحظوظ النفسانية دنيوية أو
أخروية، و القلب المشترك: هو الذي يكون فيه حب السوى، فالعمل الذي تصحبه الحظوظ
مدخول، و المدخول غير مقبول، يقول اللّه تعالى: «أنا أغني الشركاء عن الشرك، من
عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته و شريكه[1]»،
و القلب الذي فيه حب شيء من السوى ملطخ بالهوى، لا يليق لحضرة المولى، قال تعالى: وَ طَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ
[الحج: 26]، يا داود طهر لي بيتا أسكنه، و للّه در الششتري حيث يقول: