responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 393

بالحقوق، و الجاهل نصيبه الوهم، و العارف نصيبه الفهم، الجاهل طالب للعلم، و العارف طالب للمعلوم، الجاهل تابع بنظره للصور الحسية، و العارف غائص ببصيرته مع الأرواح المعنوية، و جميع المراتب و المقامات مراحل بين الحس و المعنى، و انتقال من الهياكل الجسمية للعوالم القلبية، ثم من العوالم القلبية إلى الحقائق الروحانية، ثم من الحقائق الروحانية إلى الأسرار الربانية، ثم من الأسرار الربانية إلى المعارف التوحيدية انتهى. ثم لا ينبغي للسالك أن يعبر عن هذه الأسرار إذا واجهته في طريق السلوك، كما أبان ذلك بقوله:

189- لا ينبغي للسالك أن يعبّر عن وارداته، فإنّ ذلك مما يقلّل عملها في قلبه، و يمنعه وجود الصّدق فيها مع ربّه.

قلت: المريد في حال سيره مأمور بالكتمان لعلمه و عمله و حال وارداته، فإفشاؤه لعمله من قلة إخلاصه، و إفشاؤه لأحواله من قلة صدقه مع ربه، و أيضا الأحوال تأتي من حضرة قهار فتتزعج القلوب خوفا، و تقلقها شوقا، فإذا أفشى ذلك كان تبريدا لها و إطفاء لنورها، كمن غلت قدرته فصب فيها الماء البارد فيطول عليه غليانها ثانيا، و لو قلل نارها و حركها لاستفاد إدامتها، كذلك الواردات الإلهية تفجأ القلوب لتحركها إلى النهوض إلى مولاها، فإذا أفشاها و ذكرها للناس قل علمها في قلبه، و دل على عدم صدقه فيها مع ربه. قلت: و من ذلك استعمال الأحوال التي تميت النفوس لا ينبغي إفشاؤها، فللنفس حظ في ذلك، لأنها مجبولة على حب المدح و الذكر الحسن، و لو من الإخوان، و كثيرا ما ترى بعض الفقراء يذكرونها و يتبجحون بها و هو غير صواب، نعم إن كان يقتدي به فيذكرها للاقتداء، و لإنهاض الفقراء، فذلك حسن مع نية حسنة، و كثيرا ما تستعمل هذه الأحوال في حال السؤال، فلذلك ذكره بأثر. أو تقول: لما كان التعبير عن الواردات الإلهية، مما يوجب الإقبال و التعظيم، فيؤدي ذلك إلى العطاء، فيحتاج إلى آداب القبض بين ذلك بقوله:

190- لا تمدّنّ يدك إلى الأخذ من الخلائق إلا أن ترى أنّ المعطي فيهم مولاك، فإن كنت كذلك فخذ ما وافقك العلم.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست