responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 390

187- العبارة قوت لعائلة قلوب المستمعين، و ليس لك منها إلا ما أنت له آكل.

قلت: العائل هو الفقير، و العائلة جمع له، فعبارة العارفين قوت لقلوب الفقراء الطالبين لزيادة إيقان قلوبهم و مشاهدة محبوبهم، فلا يزالون في حضانة الشيوخ و عيالهم، حتى يكمل إيقانهم و ترشد أحوالهم، فحينئذ يستقلون بأنفسهم، و علامة رشدهم أنهم يأخذون النصيب من كل شي‌ء، و لا ينقص من حالهم شي‌ء، يفهمون عن اللّه في كل شي‌ء، و يعرفون في كل شي‌ء، و يشربون من كل شي‌ء، فإذا كانوا كذلك فقد استقلوا بأنفسهم، و تأهلوا لإرشاد غيرهم. قال بعض الحكماء: من لم يفهم صرير الباب، و لا طنين الذباب، و لا نبيح الكلاب، فليس من ذوي الألباب. و أما من لم يبلغ هذا المقام فلابد أن يلزم العش في حضانة من يرزقه و يطعمه، فإذا طار من العش قبل تربية الجناح اصطادته الكلاب و البيزان، و لعبت به النساء و الصبيان، فإذا كان في عش الشيخ، و كان يطعمه مع غيره، فليس له من القوت إلا ما يقدر أن يأكله، و إلا قتله، فليس طعام الصبي الصغير كطعام الرجل الكبير، و كذلك عبارة الشيوخ للمريدين: كل واحد يأخذ ما يليق بحاله، فالشيوخ يذكرون في الجملة، فيذكرون أحوال البدايات و النهايات و الوسط، و كل واحد يأخذ ما يليق به: قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ‌ [الأعراف: 160]، فلا يتعلق المبتدئ بمذاكرة المنتهي فيفسد، كما إذا أكل الطفل الصغير طعام الكبير يقف في حلقه، و إذا أكل الكبير طعام الصغير لا يشبعه، هذا معنى قول الشيخ: و ليس لك منها إلا ما أنت [له‌[1]] آكل: أي ليس لك من قوت العبارة إلا ما أنت قادر على أكله، و إلا غصصت به، و اللّه تعالى أعلم. و قد سألني بعض الإخوان عن قوت الروحانية و البشرية، فقلت: قوت البشرية معلوم، و قوت الروحانية على وزان قوت البشرية، فالصبي لا يطيق الطعام الخشن حتى يكبر، كذلك الروح تربى شيئا فشيئا، فتطعم أولا ذكر اللسان فقط، ثم ذكر القلب مع اللسان، ثم ذكر القلب فقط، ثم ذكر الروح و هو الفكرة، ثم ذكر السر و هو النظرة، ثم تأكل‌


[1] - ما بين‌[] ليس في مطبوعة الحلبي.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست