نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 338
و المعصية، سميت قلبا و هو أول مطالع
الأنوار، فتشرق عليه أنوار التوجه، فلا تزال تترادف عليه الواردات و هي أنوار
التوجه حتى يسكن إلى اللّه و يطمئن بذكر اللّه، فحينئذ تسمى روحا، و هو أول مطالع
أنوار المواجهة، فبهذه الأنوار ينكشف الحجاب، و ينفتح الباب، و تدخل في حضرة
الأحباب، فإذا تصفت من غبش الحس، و تطهرت من كدر الأغيار سميت سرّا، و هو أول
مطالع أنوار أنوار المشاهدة، فإذا تزكت من لوث الأنوار، و هو الوقوف مع المقامات،
أو الالتفات إلى الكرامات، سميت سر السر و هو أول مطلع أنوار المعانية و المكالمة،
ثم لا حال و لا مقام: يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ
فَارْجِعُوا [الأحزاب: 13]، و أما الترقي في العلوم و
المعارف فلا نهاية له على الأبد، فالقلوب مطالع و مشارق أنوار التوجه، و الأسرار
مطالع و مشارق أنوار المواجهة و المشاهدة و المعاينة و الروح و السر قريب بعضها من
بعض في المرتبة، فلذلك سكت الشيخ عن الأرواح لاندراجها في الأسرار. و الحاصل: أن
النفوس و العقول الظلمة غالبة عليهما، لانهما كهما في الحس و فنائهما في الغلس و
الخنس، فليستا مطلعا لشيء من النور، لعدم توجههما إلى الكريم الغفور، و أما القلب
و الروح و السر فهي مطالع الأنوار: أي محل طلوعها و إشراقها إلا أن القلب مطلع
لأنوار التوجه، و الروح و السر مطلعان لأنوار المواجهة، و قد تقدم تفسيرهما عند
قوله: اهتدى الراحلون إلخ، و قد سوى الشيخ بينهما، و مراده ما ذكرناه، و اللّه
تعالى أعلم. ثم بين ابتداء مطلع هذا النور و هو القلب، ثم يشرق على الروح، ثم على
السر فقال:
152- نور مستودع في القلوب، مدده النور الوارد من خزائن الغيوب.
قلت: النور المستودع في القلوب هو نور اليقين، و يكون أولا ضعيفا
كنور النجوم و هو نور الإسلام، ثم لا يزال يتقوى و يستمد من النور الوارد من خزائن
الغيوب، حتى يكون كنور القمر و هو نور الإيمان، ثم لا يزال ينمو بالطاعة و الذكر و
الصحبة حتى يكون كنور الشمس و هو نور الإحسان، و خزائن الغيوب هي أنوار الصفات و
أسرار الذات، فمنها تستمد
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 338