responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 328

باطنك قدره من الجمال، و كل ما تظهره من الجمال يدخل قدره في باطنك من الجلال، فتزيين الظواهر يخرب البواطن، و تخريب الظواهر يزين البواطن، فبقدر ما تخرب في الظاهر يكون عمارة في الباطن، و بقدر ما تعمر في الظاهر يكون خرابا في الباطن، و للّه در شيخ شيوخنا المجذوب رضي اللّه تعالى عنه حيث قال في شأن الجهال:

اتفقوا على الدّين تركوه‌

تعاندوا في المال و الكساوي‌

الثوب من فوق غسلوه‌

و خلّوا القلب خاوي‌

فإذا أظهرت الجلال و أخفيت الجمال، ثم أطلق الثناء عليك الكبير المتعال، بما لست له أهلا، فأثن عليه بما هو أهله، كما أبان ذلك بقوله:

145- إذا أطلق الثناء عليك و لست بأهل، فأثن عليه بما هو أهله.

قلت: إذا أطلق اللّه تعالى الثناء عليك على ألسنة خلقه بما لا تعلمه من نفسك و لست بأهل له، فأثن على اللّه بما هو أهله: أي بما يستحقه من التعظيم، ليكون ذلك شكرا لنعمة إطلاق الألسنة بالثناء عليك، و أيضا فإنه هو الذي ستر عنهم مساوئك و أظهر لهم محاسنك، و لو أظهر لهم ذرة من مساوئك لمقتوك و أبغضوك، فإن العبد محل النقائص و الحق تعالى محل الكمالات، فكل ما ظهر عليك من الكمالات فإنما هي رشحة من كمالاته تعالى، فالثناء في الحقيقة إنما هو للّه، فإذا وقع عليك فرده أنت إلى أصله، و في الحقيقة ما وقع إلا في أصله، و لكن لما اختلف القصد اختلف الحكم. أثني على بعض السادات و هو ساكت، فقيل له: في ذلك؟ فقال: و ما علي من ذلك و لست أغلط في نفسي، بل لست في البين، و المجري و المنشئ هو اللّه تعالى انتهى. هذه حالة أهل الجمع، و كان بعض السادات يستعمل الفرق إذا سمع الثناء عليه ألقى على رأسه التراب في خلوته، فالناس في حالة المدح و الذم على ثلاثة أقسام: قسم:

يفرحون بالمدح و يكرهون الذم، لأن نفوسهم غالبة عليهم، و لا شك أنها تفرح بالعز و الرفعة، و تنقبض بالذم و الضعة و هم العوام الغافلون. و قسم: يكرهون المدح و يحبون الذم، لأنهم في مجاهدة نفوسهم، فكل ما يؤلمها و يقتلها أقبلوا عليه، و كل ما يحييها و يقويها فروا منه، و هم العباد

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست