نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 325
و
متى شهدت سواه فاعلم أنه
من
وهمك الأدنى و قلبك ذاهل
حسب
الإله شهوده لوجوده
و
اللّه يعلم ما يقول القائل
و
لقد أشرت إلى الصريح من الهدى
دلّت
عليه إن فهمت دلائل
و
حديث (كان و ليس شيء دونه)
يقضي
به الآن اللبيب العاقل
لا
غرو إلا نسبة مثبوتة
ليذمّ
ذو ترك و يحمد فاعل
هذا آخر الباب الرابع عشر.
و حاصلها: تحويش العباد إلى اللّه[1]،
و تحبيبه إليهم، بذكر ما اشتمل عليه الحق سبحانه من الكرم و الإحسان، و غاية اللطف
و المبرة و الامتنان، و ذلك أنه سبحانه منّ علينا أولا بالطاعة و العمل، و تفضل
علينا ثانيا بالقبول مع ما اشتمل عليه علمنا من النقص و الخلل، ثم إذا وقعت منا معصية
أو زلل غطانا بستره و بمغفرته لنا تفضلا، و إذا توجهنا إليه بقلوبنا سترنا منها و
عصمنا ليعظم قدرنا، و يظهر شكرنا، فنتخذه صاحبا و ندع غيره جانبا، فحينئذ تشرق في
قلوبنا أنوار اليقين، و نرحل إلى الآخرة في أقرب حين، ثم تشرق علينا أنوار
الإحسان، فنتطوي لنا رؤية الأكوان، بشهود نور الملك الديّان، فحينئذ ينشر محاسننا
للعباد، فيقبلون علينا بالثناء و المحبة و الواداد، كما أبان هذا بقوله في أول
الباب الخامس عشر رضي اللّه تعالى عنه:
الباب الخامس عشر
142- الناس يمدحونك لما يظنون فيك، فكن أنت ذامّا لنفسك بما تعلمه
منها.
قلت: إذا مدحك الناس بشيء ليس هو موجودا فيك فاعلم أن ذلك هواتف من
الحق يهتفون بك و يحوشونك إلى الزيادة، و يقولون لك: الخير أمامك، فلا تقنع بذلك،
و لا تركن إلى ما هنا لك، بل ارجع إلى نفسك باللوم، و لا يغرنك ثناء القوم، فإنهم
لا يعلمون منك إلا الصوان
[1] - أي تكريس العباد أنفسهم للّه و إفراغ القلب عما
سواه.
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 325