responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 236

حجر فإذا قام ذهب كسله، وجد في سيره، و في الحديث: «ربّ ذنب أدخل صاحبه الجنّة، قالوا: و كيف ذلك يا رسول اللّه؟ قال: لا يزال تائبا فارّا منه خائفا من ربه حتّى يموت فيدخل الجنّة[1]»، أو كما قال 7، و في حديث آخر عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: «و الذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب اللّه بكم و لجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم‌[2]» انتهى، قال صلى اللّه عليه و آله و سلم في شأن الطاعة التي لم تقبل «ربّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، و قائم ليس له من قيامه إلا السهر[3]»، فمثل هذه الطاعة تكون المعصية التي يصحبها الانكسار أحسن منها بكثير كما أبان ذلك بقوله:

96- معصية أورثت ذلّا و افتقارا، خير من طاعة أورثت عزّا و استكبارا.

قلت: إنما كانت المعصية التي توجب الانكسار أفضل من الطاعة التي توجب الاستكبار لأن المقصود من الطاعة هو الخضوع و الخشوع و الانقياد و التذلل و الانكسار، «أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي» فإذا خلت الطاعة من هذه المعاني و اتصفت بأضدادها فالمعصية التي توجب هذه المعاني و تجلب هذه المحاسن أفضل منها، إذ لا عبرة بصورة الطاعة، و لا بصورة المعصية، و إنما العبرة بما ينتج عنهما: «إنّ اللّه لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أعمالكم، و إنّما ينظر إلى قلوبكم‌[4]»، فثمرة الطاعة هي الذل و الانكسار، و ثمرة المعصية هي القسوة و الاستكبار، فإذا انقلبت الثمرات انقلبت الحقائق صارت الطاعة معصية،


[1] - لم أقف عليه.

[2] - رواه أبو يعلى في معجمه( 1/ 99).

[3] - رواه أحمد في المسند( 2/ 373)، و ابن ماجه( 1/ 593).

[4] - رواه مسلم( 4/ 1986).

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست