responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 150

55- الأنوار مطايا القلوب و الأسرار.

قلت: النور: نكتة تقع في قلب العبد من معنى اسم أو صفة يسري معناها في كليته، حتى يبصر الحق و الباطل إبصارا لا يمكنه التخلف معه عن موجبه، قاله الشيخ زروق، و المطايا: جمع مطية، و هي الناقة المهيأة للركوب، و القلوب: جمع قلب، و هو الحقيقة القابلة للمفهومات، و الأسرار: جمع سر و هو الحقيقة القابلة للتجليات، و السر أدق و أصفى من القلب، و الكل اسم للروح، فإن الروح ما دامت مظلمة بالمعاصي و الذنوب و الشهوات و العيوب سميت نفسا، فإذا انزجرت و انعقلت انعقال البعير، سميت عقلا، و ما زالت تتقلب في الغفلة و الحضور لذلك سميت قلبا، فإذا اطمأنت و سكنت و استراحت من تعب البشرية سميت روحا، فإذا تصفت من غبش الحس سميت سرّا لكونها صارت سرّا من أسرار اللّه حين رجعت إلى أصلها و هو سر الجبروت، فإذا أراد اللّه تعالى أن يوصل عبده إلى حضرة قدسه و يحمله إلى محل أنسه، أمده بواردات الأنوار كالمطايا فيحمل عليها في محفة العناية مروحا عليه بنسيم الهداية محفوفا بنصرة الرعاية، فترحل الروح من عوالم البشرية إلى عوالم الروحانية حتى تصير سرّا من أسرار اللّه لا يعلمها إلا اللّه: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‌ [الإسراء: 85]، فالأنوار التي هي الواردات مطايا القلوب تحملها إلى حضرة علام الغيوب، و هي أيضا مطايا الأسرار تحملها إلى جبروت العزيز الجبار، فالسلوك هداية، و الجذب عناية، فوارد الانتباه و الإقبال حمله سلوك، و وارد الوصال حمله جذب، فالأنوار التي هي مطايا القلوب تحملهم على وجهة السلوك إلا أنهم محمولون فيه بحلاوة نور الانتباه و الإقبال، فصار سلوكهم كأنه جذب، و أما الأنوار التي تحملهم على مطايا الأسرار، فإنها تحملهم على جهة الجذب ممزوجا بسلوك، فيكونون بين جذب و سلوك، و هذا الحمل أعظم، و اللّه تعالى أعلم.

ثم بين كيفية السير على هذه المطايا و ما يعوقها عن السير فقال:

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست