نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 147
لك صغيرة و عادت صغائرك كبائر، و إذا واجهك
الحق تعالى بفضله و كرمه و إحسانه و جماله لم تبق لك كبيرة، و عادت كبائرك صغائر.
قال يحيى بن معاذ الرازي رضي اللّه تعالى عنه: إذا أنالهم فضله لم تبق لهم سيئة، و
إذا وضع عليهم عدله لم تبق لهم حسنة انتهى. و قيل: لو وزن رجاء المؤمن و خوفه ما
رجح أحدهما على الآخر، بل المؤمن كالطائر بين جناحين أو كما قيل، قاله الشيخ زروق
رضي اللّه تعالى عنه. قلت: و حديث الرجل الذي تمد له تسع و تسعون سجلا كل سجل مد
البصر، ثم تخرج له بطاقة قدر الأنملة، فيها شهادة (أن لا إله إلا اللّه) فتطيش تلك
السجلات، يدل على عظيم حلمه و رحمته و شمول كرمه و منته، و لما ذكر رضي اللّه
تعالى عنه علامة موت القلب ذكر الأعمال التي توجب حياته فقال:
51- لا عمل أرجى للقلوب من عمل يغيب عنك شهوده، و يتحقّر عندك
وجوده.
قلت: هكذا هي نسخة الشيخ بلفظ: القلوب و هي أوفق بالسياق إذ الكلام
كله في موت القلوب[1] و حياتها،
يعني أنه لا عمل أرجى لحياة القلوب من عمل يكون باللّه و للّه غائبا فيه عما سواه
غير ملاحظ فيه حظوظه و هواه متبرئا فيه من حوله و قواه، فإذا أظهرته عليه القدرة
غاب عن شهوده و صغر في عينه صورة وجوده لما تجلى في قلبه من عظمة مولاه، فصغر عنده
كل ما سواه فمثل هذا العمل تحيا به القلوب، و تحظي بمشاهدة علام الغيوب، و هو روح
اليقين و هو حياة قلوب العارفين، فإذا أراد اللّه أن يتولى عبده أنهضه للعمل و
صغره في عينه، فلا يزال جادّا في عمل الجوارح حتى ينقله إلى عمل القلوب فتستريح
الجوارح من التعب و لا يبقى إلا شهود العظمة مع الأدب.
[1] - فيه نظر، إذ في كثير من النسخ بلفظ( القبول) و هو
أرجح بسياق الجمع بين الرجاء و القبول، و كون كلمة القلوب بصيغة الجمع و لو كان
بالمفرد لكان أوجه فيه، و لكن لا فلا.
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 147