نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 103
يوجب الثواب من وراء الباب، العمل باللّه من
أهل التحقيق، و العمل للّه من أهل التشريع، العمل للّه من أهل قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ [الفاتحة: 5]، و العمل باللّه
من أهل قوله تعالى: وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
[الفاتحة: 5][1]. و قال
شيخ شيوخنا سيدي علي رضي اللّه تعالى عنه: بين العمل باللّه و العمل للّه ما بين
الدينار و الدرهم انتهى. و باللّه التوفيق. و من كان علمه باللّه كان راجعا إليه
في كل شيء و معتمدا عليه في كل حال. و إليه أشار بقوله:
26- من علامة النّجح في النّهايات الرجوع إلى اللّه في البدايات.
النجح في الشيء هو بلوغ القصد و المراد فيه، و نجحت مطالبه: إذا
قضيت و بلغ منها ما أحب، و نهاية الشيء: تمامه، و بدايته: أوله. قلت: إذا توجهت
همتك أيها المريد إلى طلب شيء أي شيء كان، و أردت أن ينجح أمره و تبلغ مرادك
فيه، و تكون نهايته حسنة و عاقبته محمودة فارجع إلى اللّه في بداية طلبه و انسلخ
من حولك و قوتك، و قل كما قال 7: «إن يكن من عند اللّه يمضه» فلا تحرص
عليه و لا تهتم بشأنه فما شاء اللّه كان و ما لم يشأ ربنا لم يكن، «فلو اجتمعت
الإنس و الجن على أن ينفعوك بشيء لم يقدره اللّه لك لم يقدروا على ذلك، و لو
اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يقدره اللّه عليك لم يقدروا على ذلك، جفت الأقلام و
طويت الصحف[2]»، كما في
الحديث، فإذا طلبت شيئا و كنت فيه معتمدا على اللّه و مفوضا أمرك إلى اللّه تنظر
ما سبق في علم اللّه، كان ذلك علامة نجح نهايتك و حصول مطلبك، قضيت في الحس، أو لم
تقض؛ لأن مرادك مع مراد اللّه لا مع مراد نفسك، قد انقلبت حظوظك حقوقا لا تشتهي
إلا ما قضى اللّه، و لا تنظر إلا ما يبرز من عند اللّه، قد فنيت عن حظوظك و
شهواتك، و إن طلبت شيئا بنفسك معتمدا على حولك و قوتك