responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللطائف الالهية فى شرح مختارات من الحكم العطايية نویسنده : الكيالي، عاصم إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 57

الآيتان 16، 17]. و مما قيل في ذلك: «ألا و إن من علامة العقل التجافي عن دار الغرور، و الإنابة إلى دار الخلود و التزود لسكنى القبور و التأهب ليوم النشور».

فعلى الإنسان أن يكون كيّسا فطنا ثاقب الذهن فيبادر إلى انتهاز الفرصة في الأعمال الصالحة قبل أن يفاجئه الأجل المحتوم فيندم على ما فرط في جنب اللّه سبحانه و تعالى.

الحكمة الثامنة[1]: «لا تستغرب وقوع الأكدار، ما دمت في هذه الدّار، فإنّها ما أبرزت إلّا ما هو مستحقّ وصفها و واجب نعتها».

شرح الحكمة: إن هذه الحكمة تنبه المسلم على عدم استغرابه وقوع البلايا و المصائب به ما دام في هذه الحياة الدنيا. قال تعالى: وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء: 35]. قال الإمام البغوي في تفسيره شارحا هذه الآية: «الشر و الخير هما الشدة و الرخاء، و الصحة و السقم، و الغنى و الفقر». و قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) [الملك: 2].

إن صدور الأكدار التي تؤلم النفس و تكدرها من الدنيا شي‌ء طبيعي، لأنه وصف تستحقه الدنيا و يجب أن توصف به.

و مما قيل في ذلك: «أيها الناس: إن هذه الدار دار تواء (هلاك)، لا دار استواء، و منزل ترح (حزن) لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخائها و لم يحزن لشقائها، ألا و إن اللّه خلق الدنيا دار بلوى، و الآخرة دار عقبى، فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سببا، و ثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي، و يبتلي ليجزي، و إنها لسريعة التوى و شيكة الانقلاب، فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها، و اهجروا لذيذ عاجلها لكربة آجلها، و لا تسعوا في عمران دار قد قضى اللّه خرابها، و لا تواصلوها و قد أراد اللّه منكم اجتنابها، فتكونوا لسخطه متعرضين و لعقوبته مستحقين».


[1] - و رقمها( 24) في النص الكامل للحكم.

نام کتاب : اللطائف الالهية فى شرح مختارات من الحكم العطايية نویسنده : الكيالي، عاصم إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست