responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللطائف الالهية فى شرح مختارات من الحكم العطايية نویسنده : الكيالي، عاصم إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 39

القواطع عن طريق اللّه تعالى‌

إن الإنسان موجود في هذه الحياة الدنيا ليعرف اللّه تعالى من خلال تطبيقه للدين الحنيف الذي أكمله اللّه تعالى لنا و رضيه لنا دينا و ذلك بقوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [المائدة: 3] و قال اللّه تعالى: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ ما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) [الذّاريات:

56، 57] و هذا الأمر يتطلب من الإنسان المسلم بذل الجهد الكبير في صراعه بين الخير و الشر لأنه- انطلاقا من قوله تعالى: وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها (7) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها (8) [الشّمس: 7، 8]- مؤهّل للسير في أحد الطريقين ابتلاء و اختبارا من اللّه تعالى له.

قال اللّه تعالى: أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) [العنكبوت: 2] فكما أن اللّه تعالى و ملائكته و شريعته المطهرة يدفعون الإنسان إلى سلوك الطريق المستقيم طريق الخير، فإن النفس الأمّارة بالسوء و الشيطان و الدنيا و الناس يدفعونه إلى سلوك طريق السبل المتشعبة طريق الشر و الضلال.

فالنفس‌ تشد صاحبها إلى السوء، مصداقا لقول اللّه تعالى: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ [يوسف: 53] لذلك كان لزاما على الإنسان أن يربيها، تطبيقا لقول اللّه تعالى:

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (9) وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (10) [الشّمس: 9، 10] فالنفس تدعو صاحبها إلى الشرك و الكفر و النفاق و الفسوق و البدعة و الرياء و حب الجاه و الرئاسة و الحسد و العجب و الكبر و الشح و الغرور و الغضب و الظلم و الكذب و الغش و اتباع الهوى و الطمع بالدنيا و شهواتها و غير ذلك من الأمراض. فعلى الإنسان المسلم أن يسارع إلى علاج هذه الأمراض بأخذه الأدوية اللازمة للشفاء، و هي كثيرة منها: إقامة الفرائض و السنن و النوافل، و اجتناب المحرمات و المكروهات، و منها: مراقبة اللّه تعالى في السر و العلن، و منها: الإكثار من ذكر اللّه تعالى، مصداقا لقول اللّه تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى‌ عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ [العنكبوت: 45] و منها:

التفكر في خلق اللّه تعالى، قال اللّه تعالى: وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ [آل عمران: 191]، و منها: ذكر الموت‌

نام کتاب : اللطائف الالهية فى شرح مختارات من الحكم العطايية نویسنده : الكيالي، عاصم إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست