responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللطائف الالهية فى شرح مختارات من الحكم العطايية نویسنده : الكيالي، عاصم إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 14

و قال الشيخ ابن عجيبة: قال بعضهم:

فمن فهم الإشارة فليصنها

و إلا سوف يقتل بالسنان‌

كحلاج المحبة إذ تبدت‌

له شمس الحقيقة بالتداني‌

و هو الذي أشار إليه الشيخ ابن الفارض سلطان العاشقين بقوله:

و لا تك ممن طيشته طروسه‌

بحيث استقلت عقله و استقرت‌

فثمّ وراء النقل علم يدق عن‌

مدارك غايات العقول السليمة

تلقيته مني و عني أخذته‌

و نفسي كانت من عطائي ممدتي‌

و قال البوصيري:

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد

و ينكر الفم طعم الماء من سقم‌

و شبّه مشايخ التصوف منكر علومهم بالعنين الذي ينكر شهوة الجماع، و بالمزكوم الذي ينكر رائحة المسك الأذفر، و بالمحموم الذي ينكر حلاوة السكر.

علم الشريعة و علم الحقيقة:

و هذا العلم يعبر عنه أيضا بعلم الحقيقة في مقابلة علم الشريعة و بينهما علم الطريقة. قال الشيخ أحمد بن عجيبة الحسني مبينا الفرق بين الشريعة و الحقيقة:

«أشكل على بعض الفضلاء قوله تعالى: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‌ [النّحل: 32] مع قوله صلى اللّه عليه و آله و سلم:

«لن يدخل أحدكم الجنة بعمله»

الحديث.

و الجواب هو أن نقول: إن الكتاب و السنّة وردا بين شريعة و حقيقة.

أو نقول بين تشريع و تحقيق، فقد يشرعان في موضع و يحققان في آخر في ذلك الشي‌ء بعينه، و قد يحققان في موضع و يشرعان فيه في آخر، و قد يشرع القرآن في موضع و تحققه السنة، و قد تشرع السنة في موضع و يحققه القرآن فالرسول عليه الصلاة و السلام مبين لما أنزل اللّه.

قال تعالى: وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ‌ [النّحل: 44].

فقوله تعالى: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‌ [النّحل: 32].

هذا تشريع لأهل الحكمة و هم أهل الشريعة، و قوله صلى اللّه عليه و آله و سلم:

«لن يدخل أحدكم الجنة بعمله»

هذا تحقيق لأهل القدرة و هم أهل الحقيقة، كما أنّ قوله تعالى: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‌ [الإنسان: 30] تحقيق.

نام کتاب : اللطائف الالهية فى شرح مختارات من الحكم العطايية نویسنده : الكيالي، عاصم إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست