responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 59

و القوة، بحول اللّه و قوته، فلم يزل العارف واقفا بين التوبتين في الحياة الدنيا في دار التكليف. (ف ح 1/ 566- ح 4/ 49)

السلوك‌

اعلم- وفقنا اللّه و إياك- أنك إذا أردت الدخول إلى حضرة الحق، و الأخذ منه بترك الوسائط، و الأنس به، أنه لا يصح لك ذلك و في قلبك ربانية لغيره، فإنك لمن حكم عليك سلطانه، هذا لا شك فيه، فلابد لك من العزلة عن الناس، و إيثار الخلوة على الملأ، فإنه على قدر بعدك من الخلق يكون قربك من الحق ظاهرا و باطنا.

فأول ما يجب عليك، طلب العلم الذي به تقيم طهارتك و صلاتك و صيامك و تقواك و ما يفرض عليك طلبه خاصة، لا تزيد على ذلك، و هو أول باب السلوك، ثم العمل به، ثم الورع، ثم الزهد، ثم التوكل، فعلى المريد أن يسير على سواء الطريق، بحثا عن أهل الوجود و التحقيق، متخذا الاستسلام جوادا، و المجاهدة مهادا، و التوكل زادا، إن أردت أن تلحق بالمنظر الأنيق، الذي هو تحفة الواصلين، و غاية الطالبين، و أنس المستوحشين، و أمن الخائفين، و راحة المجتهدين، و رحمة المغتمين، و منية القاصدين، و سر العارفين، و علم العالمين، و علم المتسابقين، و حكمة الحكماء الواصلين، فعليك بالذوبان في رضى الرحمن، و لكن و اللّه بعد اختراق و احتراق، و تجرع السموم القاتلة، و معانقة الرزايا الشاملة، و التجافي عن الفرش المرفوعة، و الزهد في المنازل الرفيعة، و المسابقة في الأعمال، و المسارعة إلى مرضاة الحق التي ينقطع دونها رقاب الأجناد من الرجال، و بذل الذخائر النفيسة، و زوال رئاسة هذه النفس الرئيسة، حينئذ تنال ما ذكرناه، و تتنعم بما سطرناه.

و اعلم أن كشف أسرار أهل الحقائق الإلهية القابلين للفيض الإلهي، و النفحات الربانية، بفراغ المحل مطلقا من المواد الفكرية، و انتصابه فقيرا مجردا محققا بالعبودية.

(رسالة الأنوار- الإسراء إلى مقام الأسرى- تاج الرسائل- شرح الإسراء)

معرفة ما يلقي المريد على نفسه من الأعمال قبل وجود الشيخ:

إذا لم تلق أستاذا

فكن في نعت من لاذ

و قطّع نفسه و اللي

ل أفلاذا فأفلاذا

نام کتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست