responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 312

الفصل الثالث في بيان ان هذه الكيفيات المحسوسة اعراض لا جواهر

(من الناس) من زعم ان الكيفيات المحسوسة جواهر تخالط الاجسام فاللون جوهر و الحرارة جوهر و كذلك سائر الامور المذكورة (و الدليل على عرضيتها) انها ان كانت جواهر فاما ان تكون اجساما و اما ان لا تكون اجساما فان كانت اجساما فيكون لها طول و عرض و عمق هو لون و معنى انه طول و عرض و عمق ليس معنى انه لون و قد يزول اللون و يبقى ذلك الطول و العرض و العمق بعينه فاما ان يكون قد كان للون طول و عرض و عمق غير هذا او لم يكن الا هذا فان كان للون مقدار غير هذا فقد دخل بعد في بعد و قد بينا فساده و ان كان اللون ليس له غير هذا فليس لذات اللون اذا مقدار بل يقدر بما يحله و هذا مما لا يخالفه (و اما ان فرضت غير جسمانية) فاما ان تكون بحيث يجتمع من تركبها اجسام او لا يجتمع فان اجتمع من تركبها اجسام فيكون ما لا قدر له يجتمع منه ماله قدر و ذلك باطل و اما ان لم يكن جزء الاجسام فاما ان يكون بحيث يصح ان يفارق الجسم الذي هو فيه او لا يصح فان صح فلا يخلو اما ان يصح ان لا يبقى في جسم اصلا او لا يصح فان صح ان يوجد لا في جسم فلا يخلو اما ان يكون مشارا اليه او لا يكون مشارا اليه فان كان مشارا اليه كان في جسم لوجهين (اما اولا) فلان الخلاء محال فيستحيل ان وجد اللون في جهة و لا يكون فيها جسم (و اما ثانيا) فلان الوضع المعين انما تستحقه المادة المعينة كما ثبت فيمتنع ان لا يكون في مادة (و اما ان لم يكن مشارا اليه) فحينئذ لا يكون محسوسا فلا يكون هو البياض الذي كلامنا فيه فانا انما نطلق البياض على اللون الذي من شانه ان يفعل تفريقا في البصر فما ليس كذلك لا يكون بياضا و اما ان استحال ان يوجد لا في جسم اصلا فحينئذ كان‌

نام کتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست