و في السيرة السلطانية
تقول جار الحاكم في حكمه و السلطان في سيرته اذا فارق الاستقامة في ذلك، و الظلم
ضرر لا يستحق و لا يعقب عوضا سواء كان من سلطان أو حاكم أو غيرهما ألا ترى أن
خيانة الدانق و الدرهم تسمى ظلما و لا تسمى جورا فان أخذ ذلك على وجه القهر أو
الميل سمي جورا و هذا واضح، و أصل الظلم نقصان الحق، و الجور العدول عن الحق من
قولنا جار عن الطريق اذا عدل عنه و خولف بين النقيضين فقيل في نقيض الظلم الانصاف
و هو اعطاء الحق على التمام، و في نقيض الجور العدل و هو العدول بالفعل الى الحق.
(الفرق) بين السوء و القبيح
أن السوء مأخوذ من أنه
يسوء النفس بما قربه لها و قد يلتذ بالقبيح صاحبه كالزنا و شرب الخمر و الغصب.
(الفرق) بين الظلم و الهضم
أن الهضم نقصان بعض الحق
و لا يقال لمن أخذ جميع حقه قد هضم. و الظلم يكون في البعض و الكل و في القرآن (فَلا[1] يَخافُ
ظُلْماً وَ لا هَضْماً) أي لا يمنع حقه و لا بعض حقه و أصل الهضم في العربية النقصان
و منه قيل للمنخفض من الارض هضم و الجمع اهضام.
(الفرق) بين الظلم و الغشم
أن الغشم كره الظلم و
عمومه توصف به الولاه لأن ظلمهم يعم و لا يكاد يقال غشمني في المعاملة كما يقال
ظلمني فيها و في المثل «وال غشوم خير من فتنة تدوم» و قال أبو بكر الغشم اعتسافك
الشيء ثم قال يقال غشم السلطان الرعية يغشمهم، قال الشيخ أبو هلال رحمه الله
الاعتساف خبط الطريق على غير هداية فكأنه جعل