بسماللَّه الرحمن الرحيمحُماة الدين و قادةالمؤمنين، حزباللَّه فى
العالم. و جنوده الغالبة علىالامم. نصراللَّه بهمالاسلام. و خذل بعزائمهم
اعداءَهُ الطغام آمين. كلّت البصائر و وقفت المشاعر. و شخصت الابصار و بلغت القلوب
الحناجر- ها ان بليّةً شوها قد حامت حول الاسلام و أحاطت به من جميع جوانبه. و
كادت (لولا عوناللَّه تعالى) ان تطمس شعائره و تمحق معالمه. الشاه فى تقلبات
جنونه قد جلب علىالديانة المحمدية و اهلها انواع المصائب و اصناف الرزايا. و فتح
عليها هوسا منه وعتها ابواب المهالك والبلايا- و مهدّت زندقة وزيره سبلها. و ازاحت
العوائق التى كانت تدافعها فى سيرها (وامحمداه). قد غدا الاسلام بين ثوراتالجنون
و نزغاتالزندقة فى خطر عظيم. اين حملة القرآن اين القائمون باعلاء كلمةاللَّه، و
اين الذين لايخافون فىاللَّه لومة لائم ولايخشون الجبابرة فى الحق والسيف قائم. انالدول
الافرنجية فى اغتصابها البلاد يزاحم بعضها بعضا و يدافع كل منها الاخرى. والقوى
غالبا متكافئه- وليس لدولة ان تهجم على قطعة من قطعات الارض الّا بحجّة تقيم لها
عند سائرالدول حقاً على استملاكها. و لذا تكدح هذهالدول آناء الليل و اطراف
النهار فى ابداع الوسائل التى تسوّغ لها ان تسبق فى مضمار فتوحاتها و تدحض بها حجج
اكفائها فى مباراتها.
______________________________
[1] قد وردت الينا هذه الرسالة من بغداد و بلغنا بانها قد وُزعت في
بلاد فارس خفيةً كما صار توزيع الرسائل السابقة.