responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نامه ها و اسناد سياسى نویسنده : سيد جمال الدين اسد آبادى    جلد : 1  صفحه : 182

رسالة الى محرر جريدة البصير: خليل غانم‌

سيدى الخليل، بما فطر عليه من‌العقل الغريزي الذي دلت عليه عقائل أفكاره، و أنبأت دقائق أفكاره عن فسيح مجاله وسعة مضماره، كان الواجب عليه قبل الخوض في أحوال الشرق والسلوك في بيداء سياسته، و هتك الستر عن قبائح رعاته و شنائع ساسته، أن ينظر ببصيرته الوقادة الى ما ألَمَّ بالشرقيين من‌البلايا، و ما أحاط بهم من الرزايا، فإنهم لتفريطهم في إصلاح شئونهم من قبل قد أشرفوا على الهلاك، وصاروا بعجزهم عن صيانة حقوقهم غرضا لكل نابل، و طمعة لكل آكل، تستملك الأباعد بلادهم و تستعبد رجالهم، و تستلب أموالهم. لاريب أن الأمة الخاضعة للأجانب لايمكنها العروج الى مدارج الكمال التي لاتنال إلا بهمّة عالية تأبى العبودية، ولانجاة لهم من هذه المصيبة التي تقهر النفوس، و توجب الذّل و الخمول، إلا بالتفافهم تحت راية واحدة على‌الذود عن حقوقهم، من دون ملاحظة الاختلاف في الجنسية، لأنهم بتقارب أخلاقهم، و تلاؤم عاداتهم، و توافق أفكارهم، صاروا كأنهم جنس واحد، و إن اختلفت لغاتهم. فخضوع بعضهم لبعض مع تناسب طبائعهم لايبعث على‌الذل والاستكانة، ولايزيل النخوة التي هي الداعية الى كل فضيلة و كمال، و اذا تفرقت كلمتهم، و تشتت قوتهم، لايمكنهم الخلاص من مخالب الذين ينتهزون الفرصة لاسترقاقهم، فيجب على كل شرقي دفعا لهذه النازلة، وصيانة لأمته عن ذل العبودية، أن يسعى جمعا للكلمة في تشييد مباني الحكومات الباقية في الشرق، فإن الأجانب ما وضعوا أيديهم على بلد إلا عاملوا أهله معاملة الآلة.

نام کتاب : نامه ها و اسناد سياسى نویسنده : سيد جمال الدين اسد آبادى    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست