جدّد من قول العرب: تجدد الشئ صار جديدا، و جدّده أى صيّره جديدا، و
الجديد نقيض الخليق، و الجديدان و الأجدان هما الليل و النهار لأنهما لا يبليان
أبدا[2].
و مصطلح التجديد عند العلماء يختلف عن الابتداع؛ لأن الأخير يدل على
اختراع ما ليس له أصل في الدين، أما التجديد فخلافه إذ هو إحياء و إعادة لمنهج
الحياة على أصول الدين[3].
أما اصطلاحا: فهو إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب و السنة و الأمر
بمقتضاهما، و إماتة ما ظهر من البدع و المحدثات[4].
و أصالة هذا المصطلح تنطلق من قول النبي صلى اللّه عليه و سلم فيما
رواه عنه أبو هريرة رضى الله عنه: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة
من يجدد لها دينها»[5].
و قد اختلف الفقهاء في تعدد المجددين في العصر الواحد إلى قولين[6]:
* قول الجمهور إن المجدد واحد لا يتعدد في العصر الواحد، و الأصل في
هذا المجدد أن يكون متعينا من آل البيت، و أنشد السيوطى (ت 911 ه) في هذا المقام[7]:
[5] - حديث صحيح، رواه أبو داود و الحاكم في المستدرك،
انظر: عون المعبود، 11/، 385 و زين الدين المناوي: فيض القدير، و صححه الألبانى في
سلسلة الأحاديث الصحيحة، ص 601.
[6] - ابن الأثير، جامع الأصول في أحاديث الرسول، و ابن
حجر، فتح البارى، 28/ 60، آبادي، عون المعبود، 11/ 394 و ما بعدها. و بسطامى،
تجديد الدين، ص 30 و ما بعدها.
[7] - و للسيوطي رسالة في هذا، سماها تحفة المهتدين
بأخبار المجددين، جاء فيها:
سألتُ حبيبى
الوصلَ منه دُعابَةً
و أعْلَمُ
أنَّ الوصل ليس يكونُ
فمَاسَ دلالًا
و ابتهاجاً و قال لى
برفقٍ مجيباً(
ما سألتَ يَهُونُ)
نام کتاب : معجم المصطلحات السياسية فى تراث الفقهاء نویسنده : صلاحات، سامي محمد جلد : 1 صفحه : 62