الميل و العشق، و يكون في الخير و الشر، و الهوى سمي بذلك لأنه يهوى
بصاحبه في الدنيا إلى كل داهية، و في الآخرة إلى الهاوية[2].
و الفرق بين الهوى و الشهوة أن الهوى مختص بالآراء و الاعتقادات، و
الشهوة مختصة بنيل اللذات فصارت الشهوة من نتائج الهوى، و هي أخص، و قيل إن الهوى
فيه جانب الميل الذي لا ينبغى، و عليه فقد ألصق به صفة الذم[3]،
قال الإمام الغزالي (ت 505 ه): «إذا نظرت، وجدت أصل كل فتنة و فضيحة و ذنب و آفة
وقعت في خلق الله تعالى من أول الخلق إلى يوم القيامة من قبيل هوى النفس مستقلة أو
معنية»[4].
و تعارف الفقهاء على أنه: «ميل القلب إلى ما يستلذ به»[5].
و الشريعة و الهوى متضادان ليس لهما ثالث، و لهذا حذر الفقهاء أولى
الأمر من الوقوع في هذا الأمر خشية تعريض سياسة الأمة للهلاك كما يقول ابن الجوزي (ت
597 ه): «و ليحذر السلطان من العمل بالهوى ... و يسمّون- أى السلاطين العاملين
بالهوى- ذلك سياسة»[6].
و الأصفهاني، المفردات ص 849. و
ابن منظور، لسان العرب 15/ 370.
[3] - الماوردي، أدب الدنيا و الدين ص 33. و العسكري،
الفروق في اللغة ص 117.
[4] - الغزالي، إحياء علوم الدين 3/ 64، و في هذا
السياق قال ابن تيمية 728 ه:« و اتباع الاهواء في الديانات أعظم من اتباع الأهواء
في المشتهيات»، ابن تيمية، رسالة الأمر بالمعروف ص 51.
[5] - الأنصاري، الحدود الأنيقة ص 68. و الجرجاني،
التعريفات ص 320. و المجددي، قواعد الفقه ص 553.
[6] - ابن الجوزي، الشفاء في مواعظ الملوك و الخلفاء ص
58. و الماوردي، التحفة الملوكية في الآداب السياسية، ص 110.
نام کتاب : معجم المصطلحات السياسية فى تراث الفقهاء نویسنده : صلاحات، سامي محمد جلد : 1 صفحه : 238